شيخنا الفاضل الدكتور صلاح الصاوي، أود من فضيلتكم تبيان درجة هذا الحديث الذي فيه: «القَبْرُ يُنَادِي كُلَّ يَومٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ وَيقُولُ: أَنَا بَيْتُ الوَحْدَةِ فاجعل لك مُؤنِسًا بِقِرَاءةِ القُرْآن الكريم، أَنَا بَيْتُ الظُّلْمَة فَنَوِّرْني بصلاةِ الليل، أنا بَيتُ التُّرابِ فأحمل الفراشَ بالعمل الصالح، أنا بيتُ الأفاعي فأحمل التِّرياقَ باسم الله، أنا بَيتُ سائلٍ مُنكَرٍ ونَكِيرٍ فأَكثِرْ على ظَهْرِي بقول الشَّهادَتَيْن»؟ وجزاكم الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فلا أعرف هذا القول حديثًا مرفوعًا للنبي ﷺ، ولعله من كلمات بعض الزهاد والعباد. والله تعالى أعلى وأعلم(1). والله تعالى أعلى وأعلم.
_______________
( 1) أخرجه الترمذي في كتاب «صفة القيامة والرقائق والورع» باب «ما جاء في صفة أواني الحوض» حديث (2460) من حديث أبي سعيد رضي الله عنه ، قال: دخل رسول الله ﷺ مصلاه فرأى ناسا كأنهم يكتشرون قال: ««أَمَا إِنَّكُمْ لَوْ أَكْثَرْتُمْ ذِكْرَ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ لَشَغَلَكُمْ عَمَّا أَرَى، فَأَكْثِرُوا مِنْ ذِكْرِ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ الْـمَوْتِ فَإِنَّهُ لَمْ يَأْتِ عَلَى الْقَبْرِ يَوْمٌ إِلَّا تَكَلَّمَ فِيهِ فَيَقُولُ: أَنَا بَيْتُ الْغُرْبَةِ، وَأَنَا بَيْتُ الْوَحْدَةِ، وَأَنَا بَيْتُ التُّرَابِ، وَأَنَا بَيْتُ الدُّودِ. فَإِذَا دُفِنَ الْعَبْدُ الْـمُؤْمِنُ قَالَ لَهُ الْقَبْرُ: مَرْحَبًا وَأَهْلًا أَمَا إِنْ كُنْتَ لَأَحَبَّ مَنْ يَمْشِي عَلَى ظَهْرِي إِلَيَّ، فَإِذْ وُلِّيتُكَ الْيَوْمَ وَصِرْتَ إِلَيَّ فَسَتَرَى صَنِيعِيَ بِكَ». قال: «فَيَتَّسِعُ لَهُ مَدَّ بَصَرِهِ وَيُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إِلَى الْـجَنَّةِ». «وَإِذَا دُفِنَ الْعَبْدُ الْفَاجِرُ أَوِ الْكَافِرُ قَالَ لَهُ الْقَبْرُ: لَا مَرْحَبًا وَلَا أَهْلًا؛ أَمَا إِنْ كُنْتَ لَأَبْغَضَ مَنْ يَمْشِي عَلَى ظَهْرِي إِلَيَّ فَإِذْ وُلِّيتُكَ الْيَوْمَ وَصِرْتَ إِلَيَّ فَسَتَرَى صَنِيعِيَ بِكَ». قال: «فَيَلْتَئِمُ عَلَيْهِ حَتَّى يَلْتَقِيَ عَلَيْهِ وَتَخْتَلِفَ أَضْلَاعُهُ». قال: قال رسول الله ﷺ بأصابعه: فأدخل بعضها في جوف بعض، قال: «وَيُقَيِّضُ الله لَهُ سَبْعِينَ تِنِّينًا لَوْ أَنْ وَاحِدًا مِنْهَا نَفَخَ فِي الْأَرْضِ مَا أَنْبَتَتْ شَيْئًا مَا بَقِيَتِ الدُّنْيَا، فَيَنْهَشْنَهُ وَيَخْدِشْنَهُ حَتَّى يُفْضَى بِهِ إِلَى الْحِسَابِ»». قال: قال رسول الله ﷺ: «إِنَّمَا الْقَبْرُ رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْـجَنَّةِ أَوْ حُفْرَةٌ مِنْ حُفَرِ النَّارِ». وأخرجه البيهقي مختصرًا في «شعب الإيمان» (1/499) حديث (828)، كلاهما من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، وقال الترمذي: «حديث غريب»، وذكره المنذري في «الترغيب والترهيب» (4/118- 119) وقال: «رواه الترمذي واللفظ له والبيهقي كلاهما من طريق عبيد الله بن الوليد الوصافي وهو واه عن عطية وهو العوفي عن أبي سعيد، وقال الترمذي: حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه»، وذكره الألباني في «صحيح وضعيف سنن الترمذي» حديث (2460) وقال: «ضعيف جدًّا».