لي زميلة بالجامعة تسأل عن حكم أخذها من مال أبيها بعلم أمها فقط لشراء أشياء للدراسة، مع علم بأن أباها يعطيها ما تطلب، ولكن بعد أن يعلو صوته عليها بأنه ليس معه الآن، وأن تنتظر بعض الوقت، مع مراعاة أن ما تطلبه للكلية تريده لتعمل به في اليوم التالي، فهو من أساسيات الدراسة، لقد أحسستُ بأن هذا حرام، وأريد أن أنصحها، وإن كان حرامًا فماذا تفعل فيما أخذت بعلم أمها فقط، فهي لن تقدر على مصارحة أبيها؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
لا ينبغي للولد أن ينال من مال أبيه بغير علمه وإذنه، أما الزوجة فلها- إن كان زوجها شحيحًا لا يعطيها ما يكفيها وولدها بالمعروف- أن تنال من ماله ما يكفيها وولدها، ولو بغير علمه لحديث هند عن زوجها أبي سفيان ب، وترخيص النبي ﷺ لها في ذلك(1).
وعلى هذا، فإذا مسَّتْ حاجتك إلى تحصيل الضروريات مع تجنب ثورة الوالد فيمكن أن يتم هذا من خلال الأم، فهي وحدها المخولة بذلك عند الاقتضاء، ننصحك بعدم العودة إلى مثل ذلك في المستقبل، ونسأل الله لك العافية، والله أعلى وأعلم.
_______________
(1) متفق عليه: أخرجه البخاري في كتاب «النفقات» باب «إذا لم ينفق الرجل فللمرأة أن تأخذ بغير علمه ما يكفيها وولدها بالمعروف» حديث (5364)، ومسلم في كتاب «الأقضية» باب «قضية هند» حديث (1714)، من حديث عائشة : أن هند بنت عتبة قالت: يا رسول الله إن أبا سفيان رجل شحيح وليس يعطيني ما يكفيني وولدي إلا ما أخذت منه وهو لا يعلم. فقال: «خُذي ما يكفيك وولدك بالمعروف». واللفظ للبخاري.