شيخي الفاضل، أنا شاب أدرس في مدرسة إسلامية، والطلاب يدفعون عندي رسوم الاشتراك، وفي يوم من الأيام احتجت فلوسًا، فأخذت من هذه الاشتراكات حوالي 180 دولارًا وأُحرِجت أن أخبر المدرسة بذلك، وقبل شهر كُلِّفت بمهمة من المدرسة فخسرت في تلك المهمة من جيبي 300 دولار، فهل تعتبر هذه بتلك؟ أم أني أخبرهم وأدفعها لهم؟ وهل يجوز لي أن آخذ من الرسوم ما تبقى لي حوالي 120 دولارًا؟ أفيدونا يرحمكم الله.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن رسوم اشتراك التلاميذ التي بيدك تُعد أمانة، فما كان لك أن تمتد يدك إليها، وتصرُّف المودَع فيما عنده من ودائع تصرفٌ غير مشروع، ويجعل يده على المال يد غاصب، فتُبْ إلى الله من ذلك، وما خسرته من أموال في مهمتك الرسمية ينبغي أن تطالب به إدارة المدرسة رسميًّا، ولا يحتاج الأمر إلى التلصص والتعامل من وراء الكواليس! فإن مُنعت حقَّك ظلمًا وعدوانًا كان لك أن تحتسب هذا المبلغ جزءًا من حقوقك الضائعة عندهم، إذا كان حقك في هذا المبلغ ظاهرًا لا يختلف عليه أحد، وكان منعه لمحض البغي والعدوان. والله تعالى أعلى وأعلم.