لدي أنا وأخي ميراث شقة كتبها لنا أبي، ثلثًا وثلثين قبل مماته، والآن وبعد ستة أعوام من الوفاة رغبت في ميراثي الشرعي، ونظرًا لأن أخي لا يرغب في بيع الأصول عمومًا، فهو حاول التفاوض في تركها، واقترحَتْ أمي أن تشتري لي شقة أخرى بثمن ميراثي وتزيد عليها جزءًا، هذا الجزء عبارة عن تنازل لأخي عن نصيبي، هذا يعني أنه اشتراه مني.
وكانت والدتي أعطت أخي المال ليعطيه لي؛ ولذلك فإن الجزء الزائد هو ثلث نصيبي منها، وأنا لا أشعر أن هذا الحل حلال، أو على الأقل أشعر أن به شيئًا؛ لذلك أريد معرفة هل هذا حل شرعي؟
مع العلم أن والدتي ليس لديها المال الكافي لهذا، وهي سوف تُدبِّر المتبقي من المبلغ، وأنا أعلم أنها تريد شراء سيارة، فهل في هذا نوع من الإكراه المعنوي، حيث فضَّلنا نحن حل مشاكلنا على أن نعطيها الحق في الاستمتاع بمالها؟ جزاك الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فلم أفهم قولك: «وكأن هذا الجزء الزائد هو ثلث نصيبي منها»، هل تقصدين ثلث نصيبك من ميراث أمك في المستقبل؟ إن كان ذلك كذلك فلا يصلح؛ لأن من أركان الميراث وفاة المورث، وأمك حفظها الله لا تزال على قيد الحياة.
وعمومًا لا حرج أن تهب لك أمك جزءًا من مالها تعينك على استكمال شراء شقة لك، وجميل منك أن تحملي هذا الحس المرهف تجاهها، وأن تكوني حريصة على ألا تفعل ذلك تحت وطأة إكراه معنوي أو أن يُفضي ذلك إلى حرمانها من الاستمتاع بحياتها.
والحل أن تتحدثي مع أمك صراحة حول هذه المشاعر النبيلة، وفي ضوء حديثك معها يمكن ترتيب مواقفك العملية. زادك الله بِرًّا وحرصًا وتوفيقًا. والله تعالى أعلى وأعلم.