سَقَط حملي من زنًى بقدر الله من دون إجهاض، ثم أسلمت ثاني مَرَّة من بعد رِدة أو كبوة وإن شئتَ قُلْ: رِدَّة أفعال، لا قلبية (لا عقدية)؛ حيث إنني نصرانية الأصل كأبي النصراني وأمي النصرانية، هل لي من عدة أو من فترة كي أتزوَّج؟ وادع لي بقبول التَّوْبة.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فأسألُ اللهَ أن يغفر زلَّتك وأن يقيل عثرتك وأن يقبل توبتك وأن يردَّك إليه ردًّا جميلًا.
هذا ويُشترط لزواج الزَّانية شرطان: التَّوْبة من الزنى، واستبراء الرحم بحيضةٍ حتى لا تختلط الأنساب، أما وقد حدث الإجهاض فقد تحقَّقت براءة الرحم وبقيت التَّوْبة، فإذا صدقتِ الله في توبتك فلا حرج في الارتباط بمن تشائين، وتذكَّري أن الزنى من الفواحش التي لا تجتمع مع الإيمان، فقد قال المعصوم ﷺ: «لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ»(1).
فاصدقي في التَّوْبة، واستوفي أركانها الثلاثة: إصلاح الماضي بالندم، وإصلاح الحاضر بالإقلاع عن الذنب، وإصلاح المستقبل بالعزم على عدم العودة إلى ذلك الذنب أبدًا، ثم تعزَّيْ في النهاية بقول الله ﴿وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ [النساء: 110] واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
_____________
(1) متفق عليه أخرجه البخاري في كتاب «الحدود» باب «لا يشرب الخمر» حديث (6772)، ومسلم في كتاب «الإيمان» باب «بيان نقصان الإيمان بالمعاصي» حديث (57) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .