سؤالي يتلخص في الاستفسار عن حكم الشَّرع في اللعب بطاولة البينج بونج ما بين صلاتي المغرب والعشاء، إمام المسجد يقول: إنها أفضل طريقة لجذب المُصلِّين للصلاة في المسجد مع أنها إلى الآن لم تنجح طريقته. والقرآن يقول: ﴿أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ﴾ [يونس: 99].
وأيضًا نرجو من فضيلتكم إفادتنا بمعنى قوله تعالى: ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾ [الحج: 32]. وجزاكم الله عنَّا وعن المسلمين خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فلا حرج في استخدام المسجد في بعض الأنشطة الترفيهية المشروعة تألفًا للشباب واستمالةً لقلوبهم على محبة المسجد والارتباط بأنشطته متى غلَبَ على الظن رجحان المصلحة في ذلك، على ألا يأخذ طابع الديمومة وإنما يكون في المناسبات والأعياد ونحو ذلك.
ومن الأَدِلَّة على ذلك لعب الأحباش بحِرابهم في مسجد النبيِّ صلى الله عليه وسلم ، وتشجيعه لهم على ذلك ومنع عُمَرَ من الإنكار عليهم، وعلَّلَ ذلك بقوله: «حَتَّى يَعْلَمَ الْيَهُودُ أَنَّ فِي دِينِنَا فُسْحَةٌ»(1).
ولا يتنافى ذلك مع تعظيم شعائر الله، ما دام قد أذن به رسول الله صلى الله عليه سلم. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
ـــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه أحمد في «مسنده» (6/116) حديث (24899) من حديث عائشة ل، وذكره ابن مفلح في «الآداب الشرعية» (3/380) وقال: «سنده حسن».