سأصف لك صورةً وقل لي حكمَ النية:
أكون في بيتي فأسمع الأذان، فأقوم لقضاء الحاجة ثم الوضوء ثم النزول للمسجد، ولكن في أثناء قضاء الحاجة والاستنجاء أكون مشغول الذِّهن وأشرع في الوضوء بطريقة آلية ولا أُفيق من شغل الذهن إلا في منتصف الوضوء، فهل أُعيده مع أنني لم أحوِّل نيتي، ولكنني يُشغَل ذهني بين وقت النية وبين بداية الوضوء؟
وأيضًا أكون جالسًا في المسجد مُنتظرًا الصَّلاة وفي أثناء بدء الصَّلاة أكون مشغول الذهن فأكبِّر بطريقة آلية وأنتبه بعدها، فهل أقطع صلاتي؟ أعني: هل شغل الذهن يقطع النية؟ وهذا يحدث كثيرًا. وما معنى إعمال الظاهر؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فاتَّقِ الله ما استطعتَ، والتمِسْ لحالتك العلاجَ عند المتخصِّصين، واعلم أنه إذا ضاق الأمرُ اتَّسع، وما ذكرتَ ما دُمْتَ تُجاهده وتستفرغ وُسْعك في مجاهدته لا يُفسِد وضوءك ولا يُفسد صلاتك؛ لأن اللهَ تعبَّدك بتقواه ما استطعتَ(1). ونسأل اللهَ أن يمسح عليك بيمينه الشافية، وأن يجمع لك بين الأجر والعافية، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
_________________
(1) قال تعالى: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾ [التغابن: 16]