أنا أنام بصعوبةٍ شديدة للغاية وأقلق بسهولة في بداية النَّوْم، ولكن بعد ذلك أكون نوامًا أي شديد النَّوْم، بل كالمشلول، فأنا لا أستيقظ إلا بعد انتهاء دورة النَّوْم من تلقاء نفسها، أحيانًا يصل إلى عشرة ساعات أو يزيد، قد يكون المتوسط عشرة ساعات تقريبًا، لا أدري أهذا بسبب التعذيب الذي تعرَّضتُ له في فترةٍ ما أم ماذا.
هل هذا يُعتبر رخصة لصلاة الصبح بعد الشروق حتى يُذهب اللهُ هذه النازلة التى أثرت في الدين؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فليس في النَّوْم تفريطٌ، فقد رُفع القلم عن النائم حتى يستيقظ(1)، فإذا اتَّخذتَ العُدَّة قبل النَّوْم للاستيقاظ في ميقات الصَّلاة ثم غُلِبت على نفسك لعارضٍ ألمَّ بك لم تستطع دَفْعه فقدِ اتَّقَيْتَ الله ما استطعت(2)، وأرجو أن يسعك عفوه، وأن يجعلَ ما لقيته في سبيله نورًا يسعى بين يديك في الآخرة. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه أحمد في «مسنده» (6/101) حديث (24747)، وأبو داود في كتاب «الحدود» باب «في المجنون يسرق أو يصيب حدًّا» حديث (4398)، والنسائي في كتاب «الطلاق» باب «من لا يقع طلاقه من الأزواج» حديث (3432)، وابن ماجه في كتاب «الطلاق» باب «طلاق المعتوه والصغير النائم» حديث (2041)، والحاكم في «مستدركه» (2/67) حديث (2350)، من حديث عائشة ل بلفظ: «رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثٍ: عَنِ الصَّبِيِّ حَتَّى يَبْلُغَ، وَعَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنِ الْـمَجْنُونِ حَتَّى يُفِيقَ». وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه»، وذكره ابن الملقن في «البدر المنير» (1/91- 92) وقال: «قال صاحب الإمام: هو أقوى إسنادًا».
(2) قال تعالى: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾[التغابن: 16].