خطبت فتاة وأنا في بلدي قبل سفري إلى هنا وكنت حليق اللحية، وبعد وصولي إلى هنا ألهمني الله إطلاقها مع أنها ليست مطابقة للسنة تمامًا. جاءت خطيبتي منذ أيام إلى أمريكا، وعندما رأتني كذلك طلبت مني طلبًا وحيدًا هو أن أحلقها، رغم أنها متمسكة بالدين ولباسها شرعي وحتى أمور حياتها العادية تحرص على رأي الدين فيها. أرشدوني لما يمكن عمله أو قوله لها. أرشدكم الله إلى كل ما فيه الخير.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن إعفاء اللحية من سنن الفطرة، ومن هدي الأنبياء والمرسلين، وهي بعد هذا من سمات الرجولة ودلائل القوة والفحولة.
ولقد وردت في الأمر بإعفائها جملة من النصوص الصحيحة والصريحة، واتفق جمهور أهل العلم على حرمة حلقها، ونسبوا حليق اللحية إلى التخنث والتشبه بالنساء، وقد لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال.
ولا يخفى عليك كما لا يخفى على خطيبتك أنه إذا ورد الأمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فليس للمسلم أمامه إلا الانقياد والإذعان، كما قال تعالى: وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا [الأحزاب: 36].
وإن حقيقة التكليف إخراج المكلف عن داعية هواه حتى يكون عبدًا لمولاه، و«لَنْ يُؤْمِنَ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ هَوَاهُ تَبَعًا لما جِئْتُ بِهِ».
فالذي ننصح به لك أن تثبت على الحق، وألا تطيع أحدًا في معصية الله عز وجل، كما ننصحك بالترفق بخطيبتك وأن تبين لها الأمور بهدوء وحب، وأن تجلب لها من الكتب ما تستيقن معه من أن إعفاء اللحية من شعائر الدين وأن حلقها معصية لسيد المرسلين وسيهديها الله إن شاء الله بإيمانها فقد ذكرت أنها امرأة صالحة، والصالح إذا ذكرته بالله تذكر وإذا خوفته بالله خاف.
ثم عليك بالدعاء خاصة في أوقات الإجابة ومن آكدها وقت السحر، فابتهل إلى الله أن يثبتك على الحق وأن يشرح له صدر خطيبتك وأن يجنبكما نزغ الشيطان؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. والله تعالى أعلى وأعلم.
حكم حلق اللحية
تاريخ النشر : 30 يناير, 2012
التصنيفات الموضوعية: 01 الطهارة