السؤال الأول: إن كنت قد أدَّيتُ صلواتي أثناء السَّفر بطريقة غير صحيحةٍ بسبب عدم فهم بعض الأحكام، أو بسبب جهل مسألةٍ، هل يلزمني إعادةُ كلِّ هذه الصلوات؟ عددها تقريبًا ثماني صلوات.
السُّؤال الثَّاني: كيف يُعذَر الجاهل مطلقًا إذا كان النَّبيُّ قال للمُسرِع في صلاته أن يُعيدَها ثم علَّمه كيف يُصلِّي، أقصد الحديثَ المشهور الذي يُستدلُّ به على وجوب الطُّمَأنينة.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فقد ذكرنا أن حكمَ الخطاب لا يَثبُت في حقِّ المُكلَّف إلا إذا بلغه، ما لم يكن منه تقصيرٌ في طلب العلم، فإن قصَّر وكان العلم متاحًا فهو مسئولٌ، وفرق بين التأثيم والمطالبة بالإعادة فإن الجاهل الذي لم يتمكن من العلم يعذر بجهله من جهة التأثيم، فلا يكون آثما في جميع الأحوال، ولكنه قد يطالب بالإعادة في بعض المواقف لعدم تحقق ماهية العبادة، وهذا الذي قيل له: «ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَـمْ تُصَلِّ» الحديث كما هو معلوم يدل على ما سبق، ونلحظ كذلك أنه كان متمكنًا من العلم لوجوده بين أظهر المسلمين.
كما أنه يُفرق بين المسائلِ الجليَّة التي لا يسع مسلمًا جهلُها، والمسائلِ الدَّقيقة التي يعني بها الخواصُّ وحملة الشَّريعة.
وعلى كلِّ حالٍ، إذا أردتَ أن تُعيد صلاتك على سبيل الاحتياط فذلك حسنٌ، فإما أن تكون بديلًا من هذه الفرائض، أو أن تُكتب لك نافلةً، فلن تَعدِم الخير على كلا الحالين. زادك اللهُ حرصًا وتوفيقًا، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.