أحيانًا أتأخر في قدومي إلى قرابة المغرب وتفوتني صلاة العصر، فهل يجوز لي أن أصليها مع الظهر لأنني أعود إلى منزلي في استراحة الغداء لأصلي؟ وجزاكم الله خير الجزاء.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فاحذر أن تفوتك صلاة العصر، فمن فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله(1)، ومن ترك صلاة العصر فقد حبط عمله(2)! فهي الصَّلاة الوسطى، التي أكَّد الله على المحافظة عليها في قوله صلى الله عليه وسلم : ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾ [البقرة: 238].
وينبغي أن توطِّن نفسك على صلاتها في مقرِّ عملك، وأن تهيئ الظُّروف لذلك، ولا تخجل من عبادتك لربِّك، ولا تظنَّ أنها ستكون سببًا في إنقاص رزقك أو إقصائك من عملك، فإنني أخشى أن يكون هذا من سوء الظَّن بربِّك! وإن حدث هذا جدلًا فسيبدلك الله خيرًا منه.
والأصل أن تصلى الصَّلاة لوقتها، ومشروعيَّة الجمع إنما تكون لعذر طارئٍ كالسَّفَر والمطر والمرض ونحوه، ويجوز الجمع في غير ذلك عند الاقتضاء، على ألا يُتَّخذ عادةً؛ لحديث: صلَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر والعصر جميعًا بالمدينة في غير خوف ولا سفر، قال أبو الزبير: فسألت سعيدًا لِـمَ فعل ذلك؟ فقال: سألت ابن عباس كما سألتني فقال: أراد ألا يحرج أحدًا من أمته(3).
فمثل هذا الحديث قد ينفعك للجمع الطَّارئ، ولكن لا يصلح أن يُتَّخذ عادةً. والأصل أن تُحافظ على أداء الصَّلاة في مواقيتها.
زادك اللهُ حرصًا وتوفيقًا وهدى وتقى، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.