شيخي الكريم: أنا أعمل داعية في سوريا، واﻵن أنا في الهيئة الشرعية، وقد قبض على أحد اﻷشخاص ومعه آلات معازف قيمتها حوالي ألفين دولار فماذا نفعل بها؟ هل نسلمها له؟ علمًا بأننا ﻻ نقيم حدودًا نظرًا لحالة الحرب وأيضًا عدم القدرة. أم نتلفها تمامًا ونكسرها؟ أم نعظه ونطلب منه ألا يكرر هذه التجارة؟
أفيدونا ﻷنني أخاف أن أكون سببًا لكره الناس للإسلام.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فأقدر دقة الظروف التي تمر بها سوريا الشقيقة في هذه المرحلة الدقيقة، وفي مثل هذه المواقف يكون التعامل بما يحقِّق خير الخيرين، ويدفع شر الشرين، وتوجد- كما تعلم- بعض الآراء الضعيفة التي تُبيح المعازف، ومدرسة الأزهر في الجملة على ذلك، فهم يقولون أن الموسيقى كالغناء، حسنُها حسن، وقبيحها قبيح؛ ولهذا أرى أن تُسلِّمها له، وأن تنصحه بشأنها ليتولى بنفسه التخلُّص منها في الوقت المناسب له، ولا تكسرها له، ولا ترغمه على أن يتلفها أمامك، بل وله هذا الأمر وقلده إياه ديانة، وانصح بشأنه برفق، وكل نفس بما كسبت رهينة(1).
ولست في تمام التمكين الذي يتيح لك إنفاذ كل ما تعتقده من الحق، بدليل عدم إقامتكم للحدود رغم أنها أوجب من تكسير المعازف. والله تعالى أعلى وأعلم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) قال تعالى: ﴿كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ﴾ [المدثر: 38].