يوضع في المساجد جدول أوقات لإقامة الصلاة، حيث إن الوقت ضيق وصعب جدًّا، خاصة في أوقات الشتاء، غير أن المسجد الذي نصلي فيه لا يلتزم الإمام فيه بالتوقيت، ويتأخر كثيرًا ما بين إلى 7 دقائق، وهذا يضعنا في حرج من عدم القيام بمهامنا الحياتية، حيث إننا مرتبطون بأعمال، هل يجوز للإمام تأخير إقامة الصلاة مع أننا ذكَّرناه كثيرًا لكنه كان يقول: إن هذا من السنة، لا تقام الصلاة إلا بحضور الإمام حتى لو تأخر.
وكما ذكرت غالبًا ما يتأخر، وإذا حضر يصلي السنة، وتتأخر إقامة الصلاة عن الوقت الموضوع في الجدول الذي يوزع شهريًّا على عموم المصلين في أول كل شهر، الرجاء أن تفتونا في: هل يجوز لهذا الإمام أن يؤخر الصلاة عن الوقت الذي وضع من إدارة المسجد وشارك هو في وضعه؟ جزاكم الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فالأصل أن المؤذن أملك بالأذان، وأن الإمام أملك بالإقامة فلا ينبغي أن يفتات عليه في ذلك، ولكن ينبغي كذلك على الأئمة أن يحافظوا على ما اتفقوا عليه مع أهل الحل والعقد من جماعة المسلمين في جالياتهم بما يرونه أرفق بهم وأقوم بمصالحهم، ويغتفر الإخلال الطارئ لعذر، فإن الأعذار الطارئة قل أن ينفك عنها إنسان، أما إدمان التخلف أو تعمده فلا ينبغي، فإن أصحاب الولايات العامة مقيدون في مباشرتهم لهم بأمرين: بما كان لله طاعة، وللمسلمين مصلحة.
والخلاصة أيها الأحبة ائتمروا بينكم بمعروف واسعوا إلى إمامكم وكلموه وستجدونه حريصًا على مصالحكم حفيظًا على عهده معكم بإذن الله، واحذروا فساد ذات البين فإنها الحالقة، ألا لا أقول تحلق الشعر ولكنها تحلق الدين(1). والله تعالى أعلى وأعلم.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه الترمذي في كتاب «صفة القيامة والرقائق والورع» باب «ما جاء في صفة أواني الحوض» حديث (2509) من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه ، وقال: «حديث صحيح»، وصححه الألباني في «صحيح وضعيف سنن الترمذي» حديث (2509).