أريد أن أسأل عن حكم الجهاد في سوريا، علمًا بأني لا أحمل الجنسية السورية، والوالد غير موافق على ذلك، وأنا مقيم حاليًّا في إحدى دول الخليج، مع أني لست خليجيًّا. وسؤالي في ظل أن الوضع في سوريا هو جهادُ دفعٍ وليس طلبٍ، وهو مشابه لوضع أفغانستان، علمًا بأن عبد الله عزام: قد أفتى بجواز الجهاد هناك بدون الإذن.
وللأمانة، فقد سألت ثلاثةً من أهل العلم: اثنان منهم منع الجهادَ هناك بحجة أن الوالدَ غير موافقٍ، وأحدهم وهو مقاتلٌ في داخل سوريا ولديه من العلم قد أجاز ذلك وَفْق ما أفتى ابن تيمية:
وما أفتى به عبد الله عزام: أرجو إفادتي، وأنا في حيرة كبيرة، وأتحرق شوقًا للجهاد، وأميل للرأي القائل بالذهاب، ولكن لا أريد أن أعصي الله. وأرجو أن تكون الإجابة مدعمة بدلائل من القرآن والسنة والسلف.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن الفتوى تقوم يا بني على نوعين من المعرفة: المعرفة بالشرع، والدراية بالواقع.
والفتيا في قضايا الجهاد السوري تحتاج إلى تعرُّفٍ على الأحوال عن كثبٍ، وعما إذا كان يصلح الجهاد بالنفس في مثل هذه الأحوال؟ أم أن القادمين من الخارج من غير المدربين سيكونون عبئًا على الجهاد وكَلًّا على الثورة؟ وعلماء الشرق ممن لهم صلة مباشرة بهذا الجهاد أقدر على ذلك، فاستفتِ من تثق في دينه وعلمه منهم من المخالطين لهذه الأحداث الأسيفة عن كثب.
ونسأل الله أن يُريك الحقَّ حقًّا ويرزقك اتباعه، وأن يأخذ بناصيتك إلى ما يحبه ويرضاه. والله تعالى أعلى وأعلم.