تزوجتُ من فتاةٍ وطلبت منها الصراحة في كل أمور حياتنا، ولكن بعد أن أنجبت منها ولدًا اكتشفت أن والدها مطلوب للإنتربول من قبل زواجي بها، وهي تعلم ولم تُخبرني، على الرغم من سؤالي المتكرر عن سبب تواجد والدها في أمريكا، والإجابة كانت دائمًا للعلاج.
فوجدت أنها وبالاتفاق مع أمها وأقربائها قد خدعوني، فكرهتها وكرهت الزواج منها، ولكن لديَّ طفل فلم أرغب في أن أهدم أسرة، فضغطت على نفسي وتقبَّلت الأمرَ وتناسيته على الرغم من أنه كان يُطاردني في كل لحظة؛ حيث إنني من عائلة مهمة، وإخوتي ضباط في الجيش، وأنسباؤهم وزراء، ولكن عندما يعلم الجميع أن والد زوجتي هاربٌ من العدالة ومطلوب للإنتربول فسأكون في مشكلة.
ولكن كل هذا في سبيل ابني تناسيته، إلا أنني كرهت زوجتي كثيرًا، وبدأت أقسو عليها قليلًا في التعامل.
المهم أنها كانت لا تكترث لشعوري على الرغم من أنني صارحتها بأن هذا خداع، فكانت تتعامل معي بتعالٍ وكأنها لم تفعل شيئًا، وكانت تُحاول أن تكون رجل البيت وعنيفة، والأهم أنها كانت باردةً جنسيًّا معي جدًّا، وجلست أكثر من مرة معها بصراحة طالبًا منها الاهتمام بنظافة جسمها، واشتريت لها أجمل الملابس البيتية التي تشتهيها عيني إلا أنها كانت لا تلبسها ولا تنظف جسمها، ولا تكترث أبدًا لحاجتي الجنسية.
سافرتُ إلى بلادٍ فيها الزنى أسهل من شراء المياه، فوقعتُ في الزنى مرتين، وعندما عدتُ تبت إلى الله بصدق، وبدأت الصلاة والإكثار من الصدقة والاستغفار، عملًا بنصائح الشيوخ بقبول التوبة الصادقة، وقد عدتُ إلى تلك البلاد أكثر من مرة وكان الزنى يصل إلى باب بيتي ولكن بحمد الله قاومت ولم أقطع فرضًا ولم أقع في الحرام، فحمدتُ الله على صبري هذا.
علمًا بأنني حتى عندما زنيت كنت متدينًا، وأنا أصلي منذ أن كان عمري 21 سنة، وأصوم حتى النوافل، وفي بعض الأحيان أصوم يوم الإثنين والخميس، لكن الله أراد اختبار إيماني فضعفت أمام الشيطان، ولكنني والحمد لله الآن أنا أقوى إيمانًا ولن أقنط من رحمة الله.
تفاجأت في إحدى المرات بأن زميلي في العمل يُخبرني أن أحذر في بيتي؛ مُلمِّحًا عن زوجتي، حيث إنها تعمل معنا في نفس الشركة، فسألت زوجتي ويدها على القرآن بأن تُصارحني، وأخبرتني بأنها قبل الزواج كانت غير ملتزمة وكانت على علاقة بكثير من الشباب، كانت تخرج معهم إلى المطاعم، وأن أحدهم قد زنى بها من الدبر فقط بحسب قولها، وأخبرتني باسم الشاب، وقالت: إنها لا تعرف عنه منذ ذلك الوقت شيئًا، وإنها ليست على اتصال به، إلا أنني بعد أسبوع تفاجأتُ بأن الشاب يعمل معنا في نفس الشركة في أحد الفروع، فاستحلفتها ويدها على القرآن فقالت: إنها ما زالت على اتصال به في الهاتف، وأنها لم تقابله على الإطلاق.
ثم بعد يومين اعترفَتْ بأنها ساعدته على التوظيف معنا بالشركة، فكرهتها كليًّا بعد خداعي في المرة الأولى، وهذا الأمر الشنيع وهي الآن حامل مني في ولد ثانٍ، وكانت أمامي متدينة وتصلي وتقرأ القرآن ورافقتني للعمرة، ولكنها بعد عودتها من العمرة أيضًا كانت على اتصال بالشاب.
فقرَّرتُ أن أطلِّقها لكي لا أظلمها، حيث إنني شكاك، وإن كل ما حصل يوجب طلاقها، فجلست مع أهلها وأخبرتهم بكلِّ ما حصل دون أن أخبرهم عما حصل معي من زنى من باب الستر على نفسي، كما أمر الله بالستر، ولكن كان هدفي أن أطلق البنت بالمعروف وأعطيها كل حقوقها دون الحاجة إلى فضائح أو محاكم.
فتفاجأت بأن أهلها يُريدون المستحيل من المال، وأخذوا زوجتي وهي تشتكي أنني أضربها ضربًا عنيفًا، وبدأت أخاف على نفسي، فأرجعتها إلى بيتي ولكني لا أطيقها، فقط أعدتها حتى أستطيع تطليقها دون الوقوع في المشاكل. فما هي نصيحتكم؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإذا كنت قد وصلت استصلاح أحوال أهلك إلى طريق مسدود، وتقطَّع ما بينكما من وشائج نفسية، فربما يكون الطلاق هو المخرج في مثل هذه الحالة، فإن آخر الدواء الكي.
أما فيما يتعلق بالأمور المالية فاستعن بأحد المحامين المسلمين، واعرض عليه قضيتك، واستنصحه بشأنها؛ لأن مشكلتك الآن أصبحت مشكلة قانونية، ولا يخفى من خلال عرضك- إن كنت دقيقًا- أن أهل زوجتك لن يُقيموا لحكم الشريعة وزنًا ولن يُلْقُوا له بالًا، فانتقلت المعركة إلى الصعيد القانوني، والمحامون هم الذين يُجيدون التعامل مع هذا الملف.
ولكن لا تخرج في طلباتك عن الإطار الذي ترسمه لك الشريعة، فابذل لها مُؤخَّر صداقها ونفقة عدتها، ثم ما يلزم لإعاشة أولادك بالمعروف، واجعل ما تستدعيه من المحامين يدور في هذا الفلك.
ونسأل الله أن يلهمك رشدك، وأن يحملك في أحمد الأمور عنده وأجملها عاقبة، والله تعالى أعلى وأعلم.