يشغلني كثيرًا ويؤرقني في ظل هذه الأحداث ما عليه أحوال المنتسبين للتيارات الإسلامية المختلفة، وخاصة التي لها رؤية في الأمور السياسية، مثل السلفيين والإخوان المسلمين، ولا أدري ألم يحن الوقت لكي نعتصم جميعًا بحبل الله ولا نتفرق، فعلى سبيل المثال نرى الآن في السلفيين اجتماعات متفرقة، من شيوخ فرادى، إلى شيوخ اجتمعوا في عمل جماعي مثل الهيئة الشرعية للحقوق والحريات، وأيضًا الدعوة السلفية بالإسكندرية.
وسؤالي الآن هو: لماذا لا يتحد ويجتمع كل السلفيين بمختلف تجمعاتهم مع الإخوان المسلمين، ويكون هناك هيئة أو مجلس شورى واحد، ويكمل كل واحد الآخر، ونسير في عمل جماعي حركي منظم؛ للنهوض ببلادنا؟ وجزاكم الله خيرًا.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإنني أشاطرك الهم، وأشاركك الأمل، وأتمنى أن يتداعى أهل الدين إلى كلمة سواء؛ للاتفاق على مشترك عام من الخير والإصلاح العام، تأتلف به مسيرتهم وتجتمع به كلمتهم ويكونون يدًا على من سواهم، ويتداعون إلى وثيقة شرف للعمل الدعوي تنظم السير وتمنع التصادم، وتنسق بين المواقف، وتحول دون أن تؤدي الخلافات الفروعية إلى تشرذم الصفوف وتصدع البنيان، وتلك دعوة من الأعماق لكل غيور على أمته وناصح لها أن يتجاوب مع هذا النداء، وأن يبذل وسعه لتلبيته.
بل ونتطلع كذلك إلى أن يتداعى الغيورون والمنصفون من شتى الاتجاهات الدينية والوطنية إلى حلف فضول جديد(1)، يتفقون فيه على نصرة المظلوم، والضرب على يد الظالم، وإقامة ما يمكن إقامته من الخير، ودفع ما يمكن دفعه من الشر.
وأزيد هنا فأقول: إن على العامة دورهم كذلك في إنهاض قادتهم لهذا السعي، وحملهم عليه، وإقدارهم عليه. والله تعالى أعلى وأعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) فقد أخرج البيهقي في «الكبرى» (6/367) حديث (12859) مرسلًا من حديث طلحة بن عبد الله بن عوف :، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم  قال عن حِلْف الفُضُول: «لَقَدْ شَهِدْتُ فِي دَار عَبْدِ الله بْنِ جُدْعَانَ حِلْفًا مَا أُحبُّ أََنَّ لي به حُمْرَ النَّعَمِ، وَلَوْ أُدْعَى بِهِ في الإِِسْلَام لَأَجَبْتُ». وذكره ابن الملقن في «خلاصة البدر المنير» (7/325) وقال: «هذا الحديث صحيح».