من هم الأحباش؟ وما الفرق بيننا وبينهم؟ وكيف نعرف سُنَّة نبينا ؛ لأن الفِرَق كثيرةٌ وكل فرقة تقول عن نفسها إنها الفرقة المُتَّبِعة لسُنَّة نبينا عليه الصَّلاة والسَّلام؟ وما ذنبنا نحن الجهلة؟ بارك اللهُ فيك.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن الأحباشَ يُنسبون إلى شيخهم عبد الله بن محمد الشيبي العبدري الهرري، نسبةً إلى مدينة هـرر بالحبشة، وقد جاء هذا الرَّجُل إلى بلاد الشام سنة 1370هـ= 1950م تقريبًا، وقد بدأ في نشر معتقداته الفاسدة في سوريا، ولكنه لم يجد في سوريا أرضًا خصبة لترويج عقيدته الفاسدة وأفكاره المنحرفة، فانتقل إلى لبنان واستغلَّ ظروفَ اضطراب البلاد في حربها الأهليَّة بعد عام 1975م واتَّخذ من بيروت مُستقرًّا له، وأخذت دعوتُه في الانتشار.
ومن أبرز معتقداتهم ما يلي:
• يزعم الحبشيُّ أن جبريل هو الذي أنشأ ألفاظَ القرآن الكريم وليس الله، فالقرآن عنده ليس بكلام الله تعالى وإِنَّمَا عبارةٌ عن كلام جبريل.
• يحثُّ الأحباشُ النَّاسَ على التَّوْجُّه إلى قبور الأموات والاستغاثة بهم وطلب قضاء الحوائج منهم؛ لأنهم في زعمهم يخرجون من قبورهم لقضاء حوائج المستغيثين بهم ثم يعودون إليها، كما يُجيزون الاستعاذةَ بغير الله، ويدعون للتَّبرُّك بالأحجار.
• يعتقد الحبشيُّ أن اللهَ تعالى خَلَق الكون لا لحكمة، وأرسل الرسل لا لحكمة، وأن من ربط فعلًا من أفعال الله بالحكمة فهو مشرك.
• الأحباش يؤولون صفات الله بلا حجَّة، فيؤولون الاستواء بالاستيلاء كالمعتزلة والجهمية.
• يُكثر الحبشيُّ مِن سبِّ الصَّحابة، وخاصَّةً معاويةَ بن أبي سفيان وأمَّ المؤمنين عائشة ل ، ويطعن في خالد بن الوليد ويقول: إن الذين خرجوا على علي رضي الله عنه ماتوا ميتة جاهليَّةٍ. ويُحذِّر من تكفير الذين يَسبُّون الصَّحابة إرضاءً للرَّوافض.
• كفَّر الحبشيُّ وأصحابُه الكثيرَ من علماء المسلمين وأئمَّتهم ودعـاتهم، فحكم الحبشيُّ على شيـخ الإسلام ابن تيميَّة بأنه كافرٌ، وجعل مِن أوَّل الواجبات على الـمُكلَّف أن يعتقد كفره؛ ولذلك يُحذِّر أشدَّ التَّحْذير من كُتُبه، والأحباش يطعنون في الإمام الذَّهَبيِّ، ويُكفِّرون ابنَ خزيمـة ويُسَمُّون كتابه «التَّوْحيد» كتاب الشرك، كما يُكفِّرون ابنَ القيِّم وابنَ كثيرٍ وغيرَهم من أئمة أهل السُّنَّة، وأما المعاصرون فلم يسلموا كذلك من ألسنتهم وتكفيرهم، كالألبانيِّ وابن باز والعثيمين وغيرهم، وأما ابنُ عربيٍّ صاحب مذهب وحدة الوجود ونظريَّة الحلول والاتحاد فيعتبره الحبشيُّ شيخَ الإسلام.
أمثلة من فتاوى الأحباش الشاذة:
لم يكتفِ الأحباشُ بالفساد في العقيدة، بل تعدَّوْا ذلك إلى الفساد في السلوك، وللأحباش فتاوى شاذَّة عجيبة، منها:
• إباحة النَّظَر إلى المرأة الأجنبيَّة والاختلاط بها ومصافحتها، بل للمرأة عندهم أن تخرج مُتعطِّرةً مُتبرِّجةً، ولو بغير رضا زوجها، ونساء الأحباش في ظلِّ هذا الفقه الأعوج يلبسن الثِّيابَ الشَّفَّافة الضيِّقة، بزعم أن الواجبَ هو سترُ البَشَرة. وعندما سُئل أحدُ شيوخهم: أن كثيرًا من نسـاء الأحباش يمشين بين الرِّجال الأجانب بالبنطلون الضيِّق (الجينز) قال: إننا نجمع بين الموضة والسترة!
• إسقاط الزَّكاة في العملة الورقيَّة كالريال والجنيه والدولار، وإيجابها في الذَّهَب والفِضَّة فقط، حيث يقول شيخُهم: «لا زكاة في الأثمان غير الذَّهَب والفِضَّة؛ لأن النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم لم يذكر زكـاة غيرها».
• إباحة أخذ الرِّبا من الكُفَّار، ويجوز عندهم سَلْبُ أموال الكُفَّار ولو بطريق القمار، حيث يقول الحبشي: «لا يوجد في لبنان ولا في غيره من بقاع الدُّنْيا كافرٌ ذِمِّيٌّ، بل كُفَّار اليوم حَرْبيون يجوز أَخْذ الرِّبا منهم ومقامرتهم وسَلْبُهم بأيِّ نوعٍ من أنواع السلب».
• أثار الأحباش في أمريكا وكندا فتنة بدعوى أن المسلمين هناك يتَّجهون إلى غير جهة الكعبـة، حتى صارت لهم مساجدُ خاصَّة ينحرفون عن اتِّجاه القبلة تسعين درجةً، وأصلُ هذا الفساد اعتقادُهم أن الأرضَ نصفُ كرويَّة على شكل نصف برتقالة، وفي لبنان يُصَلُّون في جماعاتٍ خاصَّة بهم بعد انتهاء جماعة المسجد، كما اشتُهر عنهم إثارةُ الشغب في المساجد.
من كلام علماء الإسلام في الأحباش:
• يقول الشَّيخ ابن باز:: «إن طائفةَ الأحباش طائفةٌ ضالَّة، ورئيسُهم عبد الله الحبشيُّ معـروفٌ بانحرافه وضلاله، فالواجب مُقاطعتهم وإنكـار عقيدتهم الباطلة، وتحذير النَّاس منهم ومن الاستماع لهم». فتوى رقم 2392/1 بتاريخ 30/10/ 1406هـ.
• وسئلت اللَّجنة الدَّائمة بالسُّعوديَّة: هل عبد الله الهرري الحبشي خدم الإسلام أم هدمه؟ وكان الجواب: الرَّجُل المذكور رجلُ سوءٍ، من رءوس البدعة والضَّلال في هذا العصر، وقد جنَّد نفسَه وأتباعه لهدم عقيدة المسلمين التي كان عليها النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتَّابعون، وجمعوا لأنفسهم مذهبًا فاسدًا في الفقهيَّات ملئوه بكلِّ شـاذٍّ ورديءٍ من القول الذي لا سند له من كتابٍ أو سُنَّةٍ، ولهم أوابد وطوامُّ كثيرةٌ في الاعتقادات والعمليَّات والطعن في أئمة هذا الدِّين، فالواجب على المسلمين في كلِّ مكان الحذرُ والتَّحْذير من هذه الفرقة الضَّالَّة ومن أفكارها المنحرفة وآرائها الشاذة.
نسأل اللهَ الكريم أن يَكُفَّ عن المسلمين شرَّهم وشرَّ غيرِهم، إنه وليُّ ذلك والقادر عليه. والله تعالى أعلى وأعلم.