ما حكم تسمية الطِّفْل باسم من أسماء الله الحسنى مثل «أحد»؟ وإذا تمَّت التَّسْمية هل من الضَّروري تغيير الاسم في حال كونه مُحرَّمًا؟ مع الشُّكْر.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإنه لا يجوز التَّسْمية باسم من أسماء الله تبارك وتعالى مما اختصَّ الله به نفسه كالرحمن أو الخالق، وقد غير النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم ما وقع من التَّسْمية بذلك، فقد غيَّر الجبارَ إلى عبد الجبار(1)، وغيَّر عبد الحَجَر والحَكَم إلى عبد الله(2)، وفي القرآن العظيم قولُه تعالى: ﴿هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا﴾ [مريم: 65]، أي: لا مثيل له يستحقُّ مثل اسم الذي هو الرحمن.
زادك الله حرصًا وتوفيقًا. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
ــــــــــــــــــــــــ
(1) فقد أخرج أبو نعيم في «معرفة الصحابة» (2/527) حديث (1473)، وابن عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (34/13)، من حديث عبد الجبار بن الحارث رضي الله عنه : أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: «مَا اسْمُكَ؟» فقال: جبار بن الحارث. فقال: «بَلْ أَنْتَ عَبْدُ الْـجَبَّارِ».
(2) فقد أخرج ابن أبي شيبة في «مصنفه» (5/262) حديث (25901)، والبخاري في «الأدب المفرد» (1/282) حديث (811)، من حديث هانئ بن شريح رضي الله عنه قال: وفد النبي صلى الله عليه وسلم في قومه فسمعهم يُسمون رجلًا: عبد الحجر. فقال له: «مَا اسْمُكَ؟» قال: عبد الحجر. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إِنَّمَا أَنْتَ عَبْدُ الله».
وأخرج أبو نعيم في «معرفة الصحابة» (2/417) حديث (1908)، وأبو بكر الشيباني في «الآحاد والمثاني» (1/389) حديث (539)، والطبراني في «الكبير» (2/25) حديث (3169)، من حديث الحكم بن سعيد بن العاص رضي الله عنه : أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : «مَا اسْمُكَ؟» قال: الحكم. قال: «أَنْتَ عَبْدُ الله»، قال: أنا عبد الله يا رسول الله.