لا يخفى عليكم ما يدور في ليبيا حاليًّا، والسؤال الذي يحتاج إلى إجابة محددة: ما حكم من يقف مع القذافي ضد إخوانه، فيقتل الأطفال والشيوخ والنساء، وينتهك الأعراض، ويعيث في الأرض فسادًا؟ ما هو التوصيف الشرعي لهم؟ وهل يُعذَرون بالإكراه أو التغرير بهم عندما يُلقى القبض عليهم؟ أرجو الاهتمام بهذا الموضوع لأهميته الكبيرة وبارك الله فيكم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن حرمة الدماء المعصومة موضع اتفاق أهل القبلة قاطبة، وإن زوال الدنيا أهونُ عند الله من إهراق دم امرئ مسلم بغير حق(1).
ولا شك أن إعانة الظالم على ظلمه ومؤازرة الباغي على بغيه من الكبائر المُقحِمات التي تُورِد أصحابها موارد التهلكة.
وإذا أُلقي القبض على بعض هؤلاء الظلمة فإنهم يُحالون إلى القضاء الشرعي ليقول فيهم كلمته، وأهل العلم المقيمون في واقع الثغور والرباط أعلم بالواقع وأولى من غيرهم بالفتيا في هذه النوازل. والله تعالى اعلى وأعلم.
_______________
(1) ففي الحديث الذي أخرجه ابن ماجه في كتاب «الديات» باب «التغليظ في قتل مسلم ظلمًا» حديث (2619) من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى الله مِنْ قَتْلِ مُؤْمِنٍ بِغَيْرِ حَقٍّ»، وذكره المنذري في «الترغيب والترهيب» (3/201) وقال: «رواه ابن ماجه بإسناد حسن».