أنا في السابعة والثلاثين من عمري، أحمل الجنسية السويدية بجانب جنسيتي السورية. مشكلتي بدأت حينما زوجني إخوتي مقابل أن يتخلصوا مني، فقد قاموا بتزويجي من شخص لم أره غير مرة واحدة فقط وبعدها تزوجته بدون أية رغبة مني في الموافقة. وسافرت معه إلى السويد، وأنجبت منه بنتًا وولدًا، ولم يحدث بيننا نصيب فطلقني لظروفه مع أمه وحدوث مشاكل كثيرة بيننا. وعشت بمفردي لشهور في السويد في وحدة وغربة؛ لأن أولادي بعيدون عني، وبعدها رجعت إلى سوريا، فعندما كنت أرى أختي المتزوجة قابلني شاب كان يعرف أن معي الجنسية السويدية فطلب أبوه يدي لابنه، وحدثت مشاكل بينهم وبين إخوتي ولم يوافق إخوتي عليه. ولم أكن أنا موافقة عليه في بداية الأمر، ولم أعلم كيف وافقت عليه، هل يكون ذلك سحرًا.
المهم أنني تزوجته وبعد سنة سافر إلى السويد وما إن سافر إلى السويد وعلمت أنه على علاقة بواحدة غيري يحبها، وحافظت على بيتي، وبعد ذلك أتى بأهله كلهم إلى السويد، وهنا بدأت المشاكل، فهو يصغرني في العمر بثماني سنوات تقريبًا، وكان أبوه هو الآمر الناهي، لم يعمل لي أي حساب، وكنت مجرد خادمة له ولأهله ولا أستطيع أن أتكلم وإن تكلمت أعتبر عاصية له ولأهله.
وكانت تحدث أشياء من أبيه أو إخوته خارجة؛ لأنني أعتبر محرمة عليهم، حيث يدخلون علي في غرفتي بدون أي حساب، ويحاولون أن يلمسوني وقد منعتهم، وقلت له ولم يتكلم معهم ولم يقل لهم شيئًا.
وكنت دائمًا في مشاكل معه بسبب أهله، وكان ينطق بالطلاق أحيانًا وقت العصبية وأحيانًا يقول لي إنه يعرف ماذا يقول. وينطقها كثيرًا.
وأخيرًا أخذ أهله سكنًا وبعدوا عن السكن معي وعشت معه وقد أنجبت منه بنتين، وتوالت الأيام والسنون وأنا بالنسبة له مجرد شغالة وللمتعة، لا إحساس لي ولا شعور، وكان يتعرف على غيري أيضًا للمتعة، ويتفق معهن على الزواج من وراء ظهري ويحلف بالكذب كثيرًا ويسب دين الإسلام كثيرًا، وعندما أقول له: «حرام» يزيد من السب.
وعلى العلم فأنا أعتبر في المحكمة السويدية مطلقة؛ فقد حصلت مشاكل بيننا وحكمت المحكمة السويدية بالطلاق لي وانفصلنا فترة من الوقت، واتفقنا على الطلاق وأن يتركني لحالي.
وبعد تركه للبيت بشهرين تقريبًا أو أكثر تعرفت على شاب على الإنترنت كان كلامي معه مجردًا من أية شوائب، كان كلامًا واضحًا، وقف بجانبي وساعدني وسأل لي شيوخًا كثيرين عن حالتي، فأكثرهم قالوا له: إنني أعتبر طالقًا منه.
وبعث لي برسائل على الإنترنت كثيرة، وفي هذه الفترة وبعد تركه البيت بشهور أحببت هذا الشاب وهو أيضًا، واتفقنا على الزواج، ولكن زوجي السابق أرجعني عن طريق شيوخ وسحر لا أعلم ماذا يحدث لي عندما يقرءون علي، أحيانًا أنسى أي شيء قبلها، وهذا كله منذ حوالي سنة.
سافرنا في إجازة إلى سوريا وهناك حدثت المشكلة الكبيرة؛ فقد عرف أنني أكلم هذا الشاب، فقد فعل فيَّ ما لم يفعله أي شخص، كلمة الضرب كلمة قليلة، ضربني وهددني بالسلاح وفضحني أمام كل الناس وليس أمام أهلي فقط، وقال أمام أهلي أنني محرمة عليه كحرمة أخته، وقال عني كلامًا يستحي المسلم أن يقوله عن زوجته، وقال كلامًا لم يحدث إطلاقًا في حياتي، ونطق بالطلاق كثيرًا.
وكنا نذهب إلى المحكمة في سوريا لإتمام الطلاق، وفي الطريق يرجع عن رأيه، وكان يهددني بالسلاح أحيانًا لكي أفعل معه أي شيء يرغب فيه، تخيلوا أي شيء يرغب فيه من متعة، وتسبب في مشاكل لي بيني وبين أختي تحت تهديد السلاح.
بعدها سافرنا ثانية إلى السويد وكنت تحت الضغوط والضرب والإهانات، وكل شيء حسب رغبته وحسب ما يتمناه هو، تحملت منه عذابًا لم يتحمله أحد من أجل أولادي، كنت في هذه الفترة وبعد عودتي من سوريا أطمئن الشاب الذي أحببته كل فترة عني وعن أخباري عن طريق الرسائل أو التليفون، وكان دائمًا بجانبي، وكنت أقول له أن يسأل عن حالتي المشايخ؛ لأن زوجي يقول كلامًا ويرجع فيه ويكذب، ويقول: أنا كان قصدي كذا وكذا.
وكان يكذب علي، وله مليون رأي ووجه، المهم أن يكون هو الذي على صواب، إلى أن أتى في مرة بعد أن تركني الشاب الذي كنت أحبه لأسباب حدثت، وبعد تركه بفترة من الوقت تركني زوجي وسافر إلى سوريا وقال لي: سوف أطلقك وسوف أخلص أوراق الطلاق.
وقال لي في بعض مرات: إنني أعلم أنكِ طالق مني ومحرمة علي. وكلامًا من هذا القبيل، في هذه الفترة أعتبر طالقًا منه على كلامه، وأن كل الذي أمامه أن ينهي أوراق الطلاق.
بعدها بشهر أو شهرين من سفر زوجي للانتهاء من الأوراق تقابلت بالصدفة مع الشاب مرة أخرى ورجعنا لبعض، واتفقنا على الزواج، بل كنت مثل المتزوجة منه عرفيًّا، وكنت سوف أبعث له بالأوراق لكي يكمل زواجنا الشرعي؛ فقد كانت في هذه الفترة شهور العدة قد انتهت على كلام زوجي السابق، وكنت مثل المتزوجة من هذا الشاب عرفيًّا؛ وكان سيأتي بشهود على ذلك ولم يبق شيء إلا أن أرسل له الأوراق عن طريق البريد لكي يثبت ويسجل هذا الزواج.
واكتشف بعد ذلك بشهرين أو ثلاثة أن زوجي السابق لم يطلقني في سوريا كما قال، وأنه لم يُنهِ الأوراق كما قال لي، ورجع مرة أخرى إلى السويد، وبالصدفة عرف أنني أتكلم مع هذا الشاب، وهنا بدأت مأساتي مرة أخرى، فقد فعل بي ما فعل المرة السابقة، بل وصل الأمر إلى أنه كان يذهب ليقف أمام طريق القطار بالسيارة وكاد القطار يدهسنا، ففكرت في الأولاد وقلت له: أنا موافقة لكي نرجع ونتفاهم.
فقد قال لي: إنه سأل مفتي حلب وقال له: إنني أعتبر طالقًا منه، هذا من كلامه، وفجأة يرجع في كلامه ويقول عكس ذلك فيقول: إنه قال إنني أعتبر زوجته وعليه بكفارة يمين.
فأنا تائهة الآن؛ فقد قلت له أنه لا ينفع أن نعيش مع بعض، فأنا أعتبر طالقًا منك، وأيضًا بالتهديد والإهانات اضطررت أن أرجع له، وبسبب تهديداته لي بأخذ الأولاد رجعت له على يد شيخ عراقي شيعي موجود بالسويد لا أعلم ماذا قال له أو ماذا حكى له، فقد غير تفكيره وأرجعه لي بغير إرادتي، وأنا ليس بيدي أية حيلة، ماذا أقول، إذا تكلمت سوف أموت ضربًا.
وفي هذه الفترة تعبت كثيرًا وأتى لي مرض «الدسك»، ولا أعلم فأنا متحيرة في أمري.
مع العلم بأن زوجي يكذب كثيرًا ويحلف على أي شيء حتى لو كذب، المهم أن يخرج من أية مشكلة ويثبت أنه صادق على الرغم أنه كاذب، ومن الممكن أن يقوم بتغيير كلمته في أقل من ثوان ويقول إنه لم يقل أي شيء.
فهو مخادع كثيرًا، وتعبت معه كثيرًا وأرهقني التعب وهذه الحياة التي أعيشها معه، واكتشفت أنه على علاقات بغيري كثيرة، وآخر شيء علاقة مع امرأة قال لها كلامًا يخجل أي شخص أن يقوله عن زوجته، واعترف لها أنني في حياته من أجل الأولاد وخوفه من أبيه وكلام الناس.
الناس كلهم قالوا لي: إنه لن يستمر معي، فهو يريد أن يسافر هو وأهله فقط، ولولا وجود الأولاد في حياتنا لكان طلقني منذ زمن بعيد أو كان تركني وذهب إلى غيري، وقال: إن لم يكن هناك أولاد لكنت تركتها.
هذا الكلام قاله لأخرى كان يعرفها، واتفقوا على الزواج وقد عرفت، وقمت بمشكلة وقلت له: أمامك حل من اثنين، إما أن تترك أنت المنزل أو أتركه أنا.
وفي الحقيقة أنا مخنوقة منه ولا أريده في حياتي، وأنا تعبت منه وأريد أن يتركني في حالي.
فتركني يومًا ثم رجع مرة أخرى، فأنا لا أعلم هل وجوده معي حلال أم حرام، فقد تعبت من حياتي.
إنني كلما أفكر في أن حياتي ممكن أن تكون معه في الحرام لأنني لا أثق في نيته، فهو يريد أن يستمتع بحياته ولكن بسبب أبيه والأولاد وكلام الناس لا يريد أن يتركني.
والحمد الله أنا أريد أن أتوب إلى الله وأن أعرف الصواب من الخطأ، وأريد أن أكون بريئة أمام الله أنا وأولادي وأنا متأكدة من راحتي بدون وجوده في حياتي؛ فقد فعلت معه طوال السنين التي عشتها معه ما لم تفعله أية امرأة، فقد جعلته غير محتاج إلى أي شيء، وحاولت أن أصلح أخلاقه من الشتائم والسب وأن يصلي وغير ذلك ولم أستطع، فهو أحيانًا يقول كلامًا لا أستطيع أن أقوله.
وفي هذه الفترة اطمأن الشاب على حالي عن طريق شبكة الإنترنت، فقد كنت أقول له دومًا أن يبعث بحالتي لشيوخ؛ أريد أن أتأكد من حياتي مع زوجي أو مع الشاب الذي أعرفه.
وكنا اتفقنا على الزواج في فترة أعتبر فيها مطلقة، فأنا والحمد لله أصلي وأصوم وأريد أن أعرف، يا أهل الخير أنا تائهة أرجو منكم أن تقولوا لي رأيكم وكلمتكم، فهذه كل حياتي في سطور.
فأنا متعبة أريد أن أرتاح، أريد أن أعرف هل أنا على خطأ أم على صواب؟ بالإضافة إلى معرفتي بالشاب الذي أحببته في فترة كنت مطلقة من زوجي ولم أعلم بعودته لي مجددًا بعد أن اتفقنا على الزواج، وتقريبًا كنا مثل المتزوجين عرفيًّا، وكنت سأبعث له بأوراقي ليكمل هذا الزواج على سنة الله ورسوله.
ولا أعلم هل وجود زوجي معي حلال أم حرام؟ وهذا على حسب نيته، وأنا أعلم أن نيته كذب، فهو مخادع ممثل، من خبرة معه لتسع سنوات.
وشكرًا لكم. أرجو منكم الرد السريع ولكم جزيل الشكر.
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
قضيتك يا أمة الله شائكة، والسبب في هذا العذاب هو مخالفة الشرع والتواصل غير المشروع مع الأجانب.
نصيحتي لكِ بالتوبة الصادقة إلى الله عز وجل وعرض قضيتك على أحد من أهل العلم القريبين منك ممن يعيشون في منطقتك أو في بلدك لتستطيعي التواصل معهم مباشرة؛ لأن الأمر يحتاج إلى حديث مباشر معك ومع زوجك، وإلى أن ييسر الله ذلك اقطعي صلتك بالأجانب تمامًا واعتزلي التواصل غير المشروع مع الآخرين ووثقي صلتك بالله وحده واطرحي أمامه همومك وأوجاعك، واذكري دائمًا قوله تعالى: وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍك فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ [الأنعام: 17] وقوله تعالى: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ [الشورى: 30]. ونسأل الله لك العافية. والله تعالى أعلى وأعلم.
الشك في الطلاق لكثرته
تاريخ النشر : 30 يناير, 2012
التصنيفات الموضوعية: 06 الطلاق