هل من الواجب تولية أمير على جماعة من المسلمين في بلد غير إسلاميٍّ؟ وهل يجب أن يُطلَق عليه لقب أمير؟ وإن كان كذلك فما الصِّفات الواجب توافرها في الأمير؟ وجزاكم اللهُ خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد: فإن الواجبَ أن يبقى المسلمون في رحاب الشَّريعة، وأن يدوروا في فلكها حيثما كانوا، يُحكِّمونها في حياتهم الاجتماعيَّة إن عجزوا عن تحكيمها في الإطار السِّياسي، وسبيلهم إلى ذلك أن يلجئوا إلى علمائهم، وأن يُصدِّروا فقهاءهم إذا خلا الزَّمان من السُّلطان الشَّرعيِّ الذي يقوم على حراسة الدِّين وسياسة الدُّنْيا به؛ ذلك أن أولي الأمر في الأمة فريقان: العلماء والأمراء، فإذا غاب الأمراء فإن الأمورَ موكولةٌ إلى العلماء، فالمقصود الأول هو اجتماع الكلمة حول تحكيم الشَّريعة والإذعان لمرجعيتها، أما التَّسْمية فلا مُشاحَّة حولها؛ إذ المقصود أن يجتمع النَّاس حول متبوعٍ مُطاعٍ يُبيِّن لهم حكم الشَّريعة فيما شجر بينهم ويَحملهم على الإذعان لها والتَّحاكم إليها، أيًّا كانت التَّسْمية المختارة، فقد يكون عميدًا للجالية، وقد يكون رئيسًا لمجلس إدارة المركز الإسلاميِّ، وقد يكون رئيسًا لهيئة تحكيمٍ مختارة… إلخ، فلا مُشاحَّة في التَّسْمية، وينبغي أن يجتمع فيه من الديانة والكفاية والعلم ما يُؤهله للقيام بالمهمة التي أُنيطت به، وقد ينصح في بعض المواقع بالبُعد عن كلمة «أمير» لما احتفَّ بها في واقعنا المعاصر من بعض الإشكالات المنهجية والأمنية. بارك اللهُ فيك ونفع الله بك. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.