السَّلام عليكم. ما الخطأ في كون القرآن مخلوق؟ أفادكم الله.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن كلامَ الله صفةٌ من صفاته، وصفاتُه غيرُ مخلوقةٍ كعلمه وسمعه وبصره وغضبه ورضاه، والذين قالوا: إن القرآنَ مخلوقٌ. من الجهميَّة والمعتزلة بنوا ذلك على أصلٍ باطل، وهو أن اللهَ تعالى لا يتكلَّم بل لا تقوم به الصِّفات؛ ولهذا عُرفوا عند أهل السُّنَّة بالـمُعطِّلة، وأما أهل السُّنَّة فيقولون: إن القرآنَ كلامُ الله لا كلام غيره، مُنزَّل من الله فهو غيرُ مخلوقٍ، من الله بدأ وإليه يعود، يعني يُرفع في آخر الزَّمان، وقد ذَكَر اللهُ القرآنَ في أكثر من خمسين موضعًا، ولم يذكر أنه مخلوقٌ، وذكر الإنسانَ في سبعةَ عشرَ موضعًا أي على الثلث وصرَّح فيها بأنه مخلوقٌ، من ذلك قولُه تعالى: ﴿الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ﴾
[الرحمن: 1- 3]، انظر كيف فرَّق ﴿عَلَّمَ الْقُرْآنَ﴾ ما قال: خلق القرآن. بل قال: ﴿عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ﴾ فانتبه لهذا المعنى واعقد عليه قلبك. زادك اللهُ فطنة وبصيرة، والله تعالى أعلى وأعلم.