أريد الزواج من أرملة (هي أم صديق لي) تكبرني في السن بحوالي 20 عامًا ومستأصلة للرحم. ولكن نظرًا لأني أعيش في مجتمع يغلب فيه اتباع العادات أكثر من تطبيق الشريعة، فأنا وهي متيقنان تمامًا من رفض الولي بالنسبة لها، بل كُلِّ أولياء أمرها بدرجاتهم (وهم العم والإخوة والأبناء). ونخشى إن أخبرناهم برغبتنا في الزواج- رغم اليقين السابق برفضهم- يكون في ذلك مفاسد كثيرة بالنسبة لها؛ كالهجر والنظر إليها نظرة متدنية. علمًا بأن جميع المحيطين بنا من أهلها لا ينكرون علي الدخول عليها مطلقًا وزيارتها في أي وقت، ولكن من المؤكد واليقين أنهم سينكرون علي الزواج بها. فهل يجوز لي أن أتزوجها دون إخبار أهلها؟ بأن نجعل أحد الصالحين في المجتمع (داعية أو إمام مسجد) هو وليها؛ وذلك من باب درء المفاسد مقدم على جلب المنافع، وبذلك يكون دخولي عليها بما يرضي الله ورسوله.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
الأصل أنه لا نكاح إلا بولي، و«إِنِ اشْتَجَرُوا فَالسُّلْطَانُ وَلِيُّ مَنْ لَا وَلِيَّ لَهُ»، ولهذا فإن الذي ننصحك به هو الاستخارة ثم محاولة إقناع وليها الشرعي إما مباشرة أو من خلال بعض أهل العلم ممن تظن أنه له قبولًا وصوتًا مسموعا عندهم، فذلك أبرأ لدينك وعرضك وأحفظ لسمعتك وسمعتها. وأسأل الله لكما التوفيق. والله تعالى أعلى وأعلم.
تخطي الولي العاضل في الزواج
تاريخ النشر : 30 يناير, 2012
التصنيفات الموضوعية: 05 النكاح