عملي في الغردقة وأسافر لزوجتي وأهلي في الإجازات، فأين أُخرج زكاة الفِطر؟ وكذلك زكاة المال هل في الغردقة أم في الإسكندرية؟ وهل يجوز إعطاءُ زكاة الفطر لي ولأسرتي المتمثِّلة في اثني عشر كيس أرز لشخص واحد رب أسرة وهو فقير؟ وربُّنا يرضى عنك يا دكتور صلاح.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن الأصلَ في زكاة الفِطر أن تُنفق حيث يوجد الـمُزَكُّون، ويجوز نقلها لحاجةٍ، كنقلها لمنطقة نزلت بها كوارث عامة، أو لذوي رحم إن كانوا من أهل الزكاة، أو لمن هم أمسُّ وأشدُّ حاجةً بصفة عامة.
ولما كُنتَ تُقيم في الغردقة وتُقيم أسرتك في الإسكندرية فيبدو لي أن الأمرَ في ذلك واسعٌ، وأن معيار التفضيل في هذه الحالة يتمثَّل في الحاجة ومسيسها بصفة عامة أو القرابة ومسيس حاجتهم بصفة خاصة.
ولا حرج أن تبذل زكاة الأسرة لفقيرٍ واحد، بل قد يكون هذا في بعض الأحوال هو الأكمل والأولى؛ لما تَقَرَّر من أن فلسفة الزكاة إغناء، «إِذَا أَعْطَيْتُمْ فَأَغْنُوا»(1).
بارك الله فيك، وزادك حرصًا وتوفيقًا، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
__________________
(1) أخرجه عبد الرزاق في «مصنفه» (4/150) حديث (7286) من قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه .