منذ حوالي أربع سنوات وأنا أعمل بالتجارة الحرة، وقد اشتريتُ بضاعةً موزعة على سنتين، وظلت سنتين أخريين ليس بسبب المكسب ولكن بسبب ضيق العمل بها، وفي خلال السنتين الأخيرتين كنت أعمل صانعًا وأضع المال في التجارة فأصبح لديَّ بضاعةٌ لا أستطيع حَصْر كميتها ولا سعرها، مع أنني لستُ متزوِّجًا ومالها سيُساعدني في الزَّواج كثيرًا، وإنني إلى الآن لم أتمتع بها شخصيًّا، بمعني أنني كنتُ أُنميها أولًا بأول.
والآن لا أستطيع حَصْرها، وتُواجهني أزمة في البيع والشِّراء، فهل هذا بسبب الزكاة، مع أنني أُزكِّي ولكن ليس حَسَب الشَّرْع، أخاف أن أحسب قيمة تكون أقل وأخاف أن أحسبها بزيادة الآن بسبب نزول الأسعار فتضلعني، فماذا أفعل؟ وكيف أستطيع أن أحسبها؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن القاعدة في زكاة عروض التجارة أنه إذا حلَّت عليك الزكاة ويكون ذلك بمرور حَوْلٍ من تاريخ مِلْكك للنصاب فانظر ما عندك من نَقْدٍ، ثم ما كان من بضائع فقوِّمها بقيمة النقد، ثم ما كان من ديون مرجوة الأداء فاحسبها، ثم اطرح من هذا كلِّه ما عليك من الدَّين، ثم زكِّ ما بقي.
ومقدار الزكاة ربع العشر، وما فاتك من الزكاة عن السَّنَوات الماضية بادر إلى حسابه وإخراجه، واجتهد في حساب وعاء الزكاة عن السَّنَوات الماضية بما يغلب على ظَنِّك، واخرج على الفور من إثم التراخي والتسويف والإهمال في هذه الفريضة العظيمة التي تُعَدُّ- كما لا يخفى- أحدَ أركان الإسلام، والتي ورد ذِكْرُها في القُرْآن الكريم ثلاثين مَرَّة، ويكفيك قوله تعالى: ﴿وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ * الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ﴾ [فصلت: 6- 7].
نسأل الله أن يَمُنَّ عليك بالتَّوْبة الصادقة، وأن يُسبغ عليك نعمه ظاهرة وباطنة، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.