أنا طالب في الولايات المتحدة الأمريكية، تلقيتُ عرضًا للعمل في شركة Amazon.com، عملي في الشركة سيكون مُبرمِج كمبيوتر، بمعنى أني سأقوم بكتابة برامج كمبيوتر غير مخصوصة بمُنتجٍ بعينه، بل تقوم بتنظيم وضمان استمرارية عمل الشركة ككل من خلال موقعها الإلكتروني، لن يكون من مسئوليتي البيع والشِّراء أو تنظيم الدعاية لأي منتج.
هل يجوز لي العمل في هذه الشركة؟ وإذا كان لا يجوز لي العمل فيها، فقد سبق لي أن تلقيت فيها تدريبًا لمدة ثلاثة أشهر بنفس مواصفات العمل المعروض عليَّ الآن (مبرمج كمبيوتر دون أن أكون معنيًّا بالبيع والشِّراء والدعاية)، وأخذت على ذلك أجرًا، فهل هذا الأجر حلال؟ وإن لم يكن كذلك فما الذي ينبغي عليَّ فعله؟ جزاكم الله خيرًا.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن التسويق للمباحات مباح والتسويق للمحرمات محرم، وإن الإعانة على ذلك تأخذ نفس الحكم، لعموم قوله تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ [المائدة: 2].
فلا يجوز لك التسويقُ للخمر، ولا الإعانة على ذلك، ويجوز لك التسويق للمنتجات الغذائية المشروعة، وتجوز لك الإعانة على ذلك… وهكذا.
فإذا كان الأصل في عمل هذه الشركة هو التسويق للمنتجات المشروعة فلا حرج في عملك بها، وإن طرأ بصورة عارضة دخولها في التسويق لمنتج غير مشروع وكان له طابع الندرة فأرجو أن تكونَ في دائرة السعة، ولمزيد من براءة الذمة تخلَّص من جزء من دخلك يُوازي قيمة أجرك على دعمك لهذا العمل غير المشروع.
أما إذا كان الغالب هو التسويق للمنتجات غير المشروعة فابحث لك عن عمل آخر تتجنَّب فيه الدُّخول في هذه المضايق.
ونسألُ اللهَ لنا ولك التوفيق. والله تعالى أعلى وأعلم.