هل يجوز أن أُمسك المصحف وأقرأ القرآن وأنا قد أحدثتُ حدثًا أصغر؟ وما الدليل؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن الذي عليه جماهيرُ أهل العلم ألا يمسَّ المصحفَ إلا طاهرٌ؛ لحديث عمرو بن حزم: أن النَّبي ﷺ كتب إلى أهل اليمن: «أَلَّا يَمَسَّ الْـمُصْحَفَ إِلَّا طَاهِرٌ»(1).
أما مجرَّد القراءة عن ظهر قلب فلا بأس بها للمُحدِث حدثًا أصغر، أما من كانت عليه جنابةٌ فلا يقرأ القرآن كذلك حتى يتطهر؛ لأن النَّبي ﷺ كان لا يحجزه شيءٌ عن القرآن إلا الجنابة(2). زادك اللهُ حرصًا وتوفيقًا، والله تعالى أعلى وأعلم.
______________
(1) أخرجه الحاكم في «مستدركه» (3/552) حديث (6051)، والطبراني في «الأوسط» (3/326- 327) حديث (3301)، والدارقطني في «سننه» (1/122) حديث (6)، وقال الحاكم: «حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه».
(2) أخرجه أبو داود في كتاب «الطهارة» باب «في الجنب يقرأ القرآن» حديث (229)، والترمذي في كتاب «الطهارة» باب «ما جاء في الرجل يقرأ القرآن على كل حال ما لم يكن جنبًا» حديث (146) من حديث علي رضي الله عنه وقال الترمذي: «حديث حسن صحيح».