أخي الفاضل، أفتني في هذا السؤال: هناك بعض الكريمات يستعمل لحساسية البدن، ولكن فيه مادة الكحول، هل يجوز استعماله أو لا؟ وجزاك الله خيرًا.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
أجاز المجمع الفقهي الإسلامي برابطة العالم الإسلامي استعمال الأدوية المشتملة على الكحول بنسب مستهلكة تقتضيها الصناعة الدوائية التي لا بديل عنها، بشرط أن يصفها طبيب عدل، كما يجوز استعمال الكحول مطهِّرًا خارجيًّا للجروح وقاتلًا للجراثيم، وفي الكريمات والدهون الخارجية.
كما أوصى المجمع الفقهي الإسلامي الأطباء بالابتعاد عن وصف الأدوية المشتملة على الكحول ما أمكن.
كما يجب على المسلم أن يعتقد أن الله تعالى لم يجعل الشفاءَ فيما حرم على أمته؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ لَـمْ يَجْعَلْ شِفَاءَكُمْ فِيمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ»، ولقوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الله أَنْزَلَ الدَّاءَ وَالدَّوَاءَ، وَجَعَلَ لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءً؛ فَتَدَاوَوْا، وَلَا تَدَاوَوْا بِحَرَامٍ».
وقال صلى الله عليه وسلم لطارق بن سويد لما سأله عن الخمر يجعل في الدواء: «إِنَّهُ لَيْسَ بِدَوَاءٍ، وَلَكِنَّهُ دَاءٌ».
وعليه فيجوز استعمال هذه الكريمات عند الحاجة إليها، وانعدام البديل الخالي من الكحول.
ونسأل الله تعالى لجميع المسلمين الشفاء من كل داء، شفاءً لا يُغادر سقمًا. والله تعالى أعلى وأعلم.