شيخي الفاضل، للتأكد أريد التحقق من إسلام حليمة السعدية مرضعة النبي ﷺ، ما هو الأصح والثَّابت في هذا الأمر؟ فابن كثير قال: إنها لم تدرك البعثة، وبالتالي لم تسلم؟ وجزاكم الله خيرًا.
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فقد اختلف أهل العلم في إسلام حليمة السعدية مرضعة الرَّسول ﷺ، فجزم كثير من الحفاظ بإسلامها وعدُّوها من الصَّحابة، فقد ذكرها الحافظ في «الإصابة» (7/584) وابن عبد البر في «الاستيعاب» (4/1813).
وقال ابن عبد البر: «روت عن النبي ﷺ، وروى عنها عبد الله بن جعفر». انتهى.
وإن استبعد ذلك الألباني : حيث قال: «يستبعد جدًّا أن يدرك عبد الله بن جعفر حليمة مرضعة الرَّسول ﷺ؛ فإنه لما تُوفِّي النبي ﷺ كان عبد الله ابنَ عشر سنين، وهي وإن لم يذكروا لها وفاة فمن المفروض عادة أنها توفيت قبل رسول الله ﷺ. والله أعلم». انتهى(1).
وفي «الأعلام» للزركلي (2/ 271): «وقَدِمت مع زوجها بعد النبوة فأسلما». انتهى.
وقال ابن الجوزي: «قدمت عليه بعد النبوة فأسلمت وبايعت، وأسلم زوجها الحارث بن عبد العزى». انتهى(1).
وتوقَّف ابن القيم : في ذلك، فقد قال في «زاد المعاد» (1/81): «واختُلف في إسلام أبويه- يعني: النبي ﷺ- من الرضاعة، فالله أعلم». انتهى.
فالمسألة في محل الاجتهاد، ولعل القول بإسلامها الأظهر. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
ــــــــــــــــــــــ
(1) «صفة الصفوة» (1 / 62).