تعارض النقاب مع الوظيفة

أعيش في الولايات المتحدة، وأربي أطفالي الاثنين، ومنذ فترة قصيرة خسرت وظيفتي، وأقول: الحمد لله، كله من عند الله.
ومنذ فترة قصيرة وفكرة النقاب تراودني، وأجد لهذه الفكرة مكانًا عظيمًا وحبًّا جياشًا للإقبال على هذه الفكرة، ولكن العائق الوحيد هو العمل الذي سأقبل عليه، ولا أدري ما طبيعة العمل التي سأرزق بها!
واحترامي وتعلقي بفكرة النقاب تجعلني أتبنى الفكرة وأطبقها بصرف النظر عن طبيعة العمل المقبل.
أحاول في مجال التعليم للغة العربية والدراسات الإسلامية في المدارس الإسلامية المتواجدة والحمد لله.
الرجاء الإفادة والنصح في هذا الموضوع الذي يلامس قلبي ويراود روحي بطيوف طيبة عدد دقات قلبي. وجزاك الله عني كل خيرٍ.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فقد تفاوتت اجتهادات أهل العلم في النقاب بين كونه فريضة أو فضيلة، ولكلِّ فريق أدلته.
وإذا يسر الله لك وظيفة مناسبة في وسط إسلامي لا تتعارض مع ارتداء النقاب، فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، ولا شيء يعدل الاحتياط للدين، وخير دينكم الورع(1).
أما إذا تعارضتِ الوظيفة مع النقاب، وكُنتِ محتاجة لهذه الوظيفة لضرورات حياتية لعدم وجود كافل من زوج أو أسرة ونحوه- فمراعاة هذه المتطلبات أولى من مراعاة النقاب. زادك الله حرصًا وتوفيقًا. والله تعالى أعلى وأعلم.

__________________

(1) أخرجه الحاكم في «مستدركه» (1/ 171) حديث (317)، والطبراني في «الأوسط» (4/ 197) حديث (3960)، والبزار في «مسنده» (7/ 371)، من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فَضْلُ الْعِلْمِ خَيْرٌ مِنْ فَضْلِ الْعِبَادَةِ، وَخَيْرُ دِينِكِمُ الْوَرَعُ»، وذكره المنذري في «الترغيب والترهيب» (1/ 50) وقال: «رواه الطبراني في الأوسط والبزار بإسناد حسن».

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend