هاجرنا في سبيل الله من بلد عربي مسلم ظالم جدًّا محارِب لثوابت الدين من حجاب فضلًا عن نقاب وإطلاق لحية- إلى بلد عربي مسلم مجاور محافظ، نحن ننوي حاليًا زيارة الأهل وصلة الرحم وعيادة مريض في مرض الموت والله أعلم، نحن نخاف من تعسُّف الحاكم في بلدنا عند رجوعنا، وأخوف ما نخاف عدم تركنا نعود للبلد المحافظ مرة أخرى، وهو ما حدث لكثير من إخوتنا وأخواتنا في الله، علمًا أنهم اتهموهم بالإرهاب والتزمُّت.
هل يُرخَّص لزوجي في الأخذ من لحيته، ولي في لبس الحجاب مكشوفة الوجه، مع أيضًا محاربة لكن بأقل ضراوة؟ أفيدونا زادكم الله علمًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فزادكم الله حرصًا وتوفيقًا، ولا نرى مانعًا من أن يأخذ زوجك من لحيته ومن أن تكشفي وجهك عند رجوعك إلـى هذا البلد؛ إذا غلب على ظنك أن هذا سبيل لدفع أو تخفيف الظلم والبطش الذي يمكن أن يتعرَّض له مَن أخذ بالعزائم في هذه المسائل؛ فإن مصلحة الأمن على النفس وعلى العرض مقدَّمـة على هـذه الشعائر، وقد علمت أن ستر الوجه في الأصل قضية خلافية في الظروف العادية، فكيف في أوقـات الفتن وخوف البطش؟! وأسأل الله أن يسبغ عليكم ستره وعافيته، وأن يصرف عنكم السوء، وأن يرد كيد الظالمين في نحورهم. والله تعالى أعلى وأعلم.
