التفريق للضرر لإهانة الزوجة

لو سمحت يا دكتور عند صديقة لي مشكلة وأرجو من حضرتك حلَّها. هي متزوجة من سنة ونصف وعندها طفلة وهي حاصلة على مؤهل عال، وزوجها حاصل على دبلوم تجارة، وهي مقتنعة به وعمرها ما عيرته بشيء، لكنه للأسف يسيء معاملتها جدًّا ويضربها ضربًا مبرحًا؛ لدرجة أنه يكسر العصا على يدها، بسبب مشاكل تافهة جدًّا.
هي نصحته أكثر من مرة، وحاولت أن تتفاهم معه لكنه لا يستمع لها، حالته المادية جيدة جدًّا، ويهددها أنه سيتزوج عليها، وللأسف هي تخشى أن يطلقها لأن لها أخوات لم يتزوجن بعد.
غضبت قبل ذلك عند أهلها ولم يذهب إليها ليُصلحها، وجعل والدها يأتي بها إلى البيت. للأسف هي سمعته كذا مرة وهو يتحدث إلى نساء في التليفون وواجهته لكنه أنكر. هو لا يحترم أحدًا، حتى إنه مقاطع لأهلها.
هي تكره حياتها معه ولا تعرِف كيف تعيشُ معه بهذا الأسلوب، ولا تُريد أن تطلق. كيف تتصرف؟ وجزاكم الله خيرا.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فأول ما أنصح به يا بنيتي أن تُراجعي نفسك في الأسباب التي تستفزُّه وتحمله على هذا البغي، وأن تتجنبي كل تصرف يُثير غضبه ويستفزُّ شيطانه، وأن تؤدي له حقه أولًا، فإنما عليه ما حُمِّل وعليك ما حُمِّلت.
ثم ينظر بعد ذلك في هذه الإساءات، إن استطعت أن تعطي لنفسك مهلة جديدة من الصبر، تتجلدين فيها، وتأخذين أسباب المعالجة، ومن ذلك طلب التحكيم، فلقد قال تعالى: { وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا} [النساء: 35]، فإن صلح حاله فذلك ما كنا نبغي، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وإن كانت الأخرى فلك الحق عند عدم الإطاقة في طلب التفريق للضرر، ولأخواتك ربٌّ يتولاهن، كما يتولى سائرَ عباده، وهو أرحم بعباده جميعًا من آبائهم ومن أمهاتهم.
وننصحك قبل كل خطوة تقدمين عليها بالاستشارة والاستخارة. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   18 القضاء

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend