بقاء المعتدة في بيت طليقها

أنا مقيمة مع زوجي خارج بلدي، وكانت علاقتنا جيدة جدًّا، وغضب مني لسبب تافه، وكان يتناقش بهدوء، وفجأة قال: أنت طالق. ثم دخل لينام.
أنا الآن أعيش في البيت لأنه ليس لدي مكان أذهب إليه ولا أعرف أحدًا هنا، وعندما طلبت أن أرجع إلى بلدي ظل يؤجل السفر من أجل مدارس الأولاد، أشعر أنه يريد أن يذلني فقط. ماذا أفعل؟ وإذا كانت نيته أن يردني بعدما يعتقد أنه يؤدبني ماذا أفعل؟ وما حكم جلوسه معي في المنزل حتى إن كنا لا نتحدث؟ وأنا لا أريد أن أخبر أهلي على أمل أن يتراجع. أرجوك انصحني وقل لي ما رأي الشرع؟


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن كانت هذه هي الطلقة الأولى أو الثانية فإن الأصل هو بقاؤك في بيت الزوجية أثناء العدة، ليس لك أن تخرجي منه ولا يحل لزوجك إخراجك إلا لفاحشة مبينة كسوء عشرة وسلاطة لسان ونحوه؛ لقول الله جل وعلا في مطلع سورة الطلاق: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ ۖ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ ۚ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ۚ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ۚ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرًا [الطلاق: 1].
ولا يلزمكِ الاحتجاب عن زوجك، وإذا حدث بينكما لقاء اعتبر ذلك بمثابة الرجعة، ولهذا يحسن أن تتودَّدي إليه، وأن تزيلي أسباب عتبه لتقع هذه الرجعة المرجوة. ونسأل الله لكما التوفيق والسداد. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 30 يناير, 2012
التصنيفات الموضوعية:   10 العدد

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend