هل الجماع بين الزوجين في فترة العدة يعتبر رجعةً؟ علمًا بأن الزوج لم يذكر لفظ الرجعة ولم ينوها أثناء الجماع.
والآن انتهت فترة العدة ولم يذكر لفظ الرجعة ولم ينوها ولكنه جامَعها أثناء العدة، فهل الآن تظل معه على أنها زوجته أم أنها طلقت؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن الجماع رجعة عند الأحناف والحنابلة سواء عليه أنوى به الرجعة أم لم ينوها، قال صاحب «الدر المختار» في بيان ما تكون به الرجعة: «وبالفعل مع الكراهة بكل ما يوجب حُرمة المصاهرة كمسٍّ ولو منها اختلاسًا أو نائمًا أو مكرهًا أو مجنونًا إن صدقها هو»(1). وفي «كشاف القناع»: «وتحصل الرجعة بوطئها بلا إشهادٍ، نوى الرجعة أو لم ينو به الرجعة»(2).
أما المالكية فإنها يشترطون لاعتبار الجماع رجعةً نيةَ الرجعة، قال في «الشرح الكبير»: «(ولا) تصح رجعة (بفعل دونها) أي دون النية ولو بأقوى الأفعال (كوطء)»(3).
وعلى هذا فجِمَاعُه تقع به الرجعة في الصحيح. والله تعالى أعلى وأعلم.
________________
(1) «حاشية ابن عابدين» (3/398-399).
(2) «كشاف القناع» (5/343).
(3) «حاشية الدسوقي على الشرح الكبير» (2/416-418).