امرأة تبلغ 70 سنة، توفي عنها زوجها وهي مريضة ضغط وسكر، ولكن حالتها العامة جيدة، وأبنائها كبار، وكل مشغول في بيته ولديه التزاماته، هل لابد لها أن تقضي عدتها في بيت زوجها بمفردها أم هناك إمكانية لأن تنتقل إلى بيت إحدى بناتها لرعايتها؟ حيث إنهم قلقون أن تبيت بمفردها.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن الأصلَ أن تعتَدَّ المرأة في البيت الذي مات عنها زوجها وهي مقيمة فيه، ولا تنتقل عنه إلا لضرورة، كأن تخرج منه كرهًا، أو تخافُ على نفسها من الإقامة بمفردها من عارض طبِّيٍّ أو عارض أمني ونحوه، أو كانت تستوحش من الانفراد في البيت ونحوه.
وعلى هذا فإذا أمكن لأولادها التناوب عليها في هذه المدة لمرافقتها، ويحتسبون الأجر في ذلك على الله عز وجل- فلا ينبغي العدول عن ذلك. أما إذا لم يتيسر ذلك، وخافت على نفسها من الإقامة بمفردها أو على مالها- فلا حرج في الانتقال للإقامة مع إحدى بناتها حتى يبلغ الكتاب أجله.
وإذا زال العارض الذي انتقلت من أجله عادت إلى الإقامة في بيتها؛ لأن ما استثني للضرورة يقدر بقدرها ويزول بزوالها.
ونسأل الله أن يُحسن عزاءها، وأن يُفرغ على قلبها صبرًا. والله تعالى أعلى وأعلم.