شيخنا أنا متزوجة واختليت لعدة مرات مع رجل أجنبي ولم أزن، فما حكم ذلك؟ علمًا بأنه وقع بيننا مقدمات الزنا من تقبيل وعناق.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فقد ارتكبت إثمًا عظيمًا، وخُنت شريكَ حياتك بهذه الخلوة المحرمة، فلم تحفظي غيبته، ولم تصوني قُدسية العلاقة الزوجية، ولم تراقبي من لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء، وزلَّت بك القدمُ إلى هذه الخلوة المحرمة، وما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما(1)، وقد كان الشيطان ثالثكما فأوقعكما في حبائله، واستدرجكما إلى هذه التصرفات المشينة المخزية.
ولكن لا يعظم ذنب على التوبة، فبادري إلى التوبة النصوح إلى الله جل جلاله، واستكملي أركانها الثلاثة: إصلاح الماضي بالندم، وإصلاح الحاضر بالإقلاع عن الذنب، وإصلاح المستقبل بالعزم على عدم العودة إلى فعل ذلك أبدًا، ثم أتبعي ذلك بالأعمال الصالحات فإن الحسنات يذهبن السيئات(2)، ويتوب الله على من تاب(3). والله تعالى أعلى وأعلم.
________________
(1) فقد أخرج أحمد في «مسنده» (1/ 18) حديث (114)، والترمذي في كتاب «الفتن» باب «ما جاء في لزوم الجماعة» حديث (2165)، والحاكم في «مستدركه» (1/ 199) حديث (390)، من حديث عمر بن الخطاب – رضي الله عنه -، أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: «لَا يَخْلُوَنَّ أَحَدُكُمْ بِامْرَأَةٍ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ ثَالِثُهُمَا». وقال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح». وذكره ابن مفلح في «الآداب الشرعية» (1/ 302) وقال: «أخرجه أحمد والترمذي بسند صحيح من حديث عمر»، وصححه الألباني في «صحيح سنن الترمذي» حديث (2165).
(2) قال تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114)} [هود: 114].
(3) ففي الحديث المتفق عليه؛ الذي أخرجه البخاري في كتاب «الرقاق» باب «ما يتقى من فتنة المال» حديث (6439)، ومسلم في كتاب «الزكاة» باب «لو أن لابن آدم واديين لابتغى ثالثًا» حديث (1048)، من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ لَابْتَغَى وَادِيًا ثَالِثًا، وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ، وَيَتُوبُ الله عَلَى مَنْ تَابَ».