سرقة العامل من صاحب العمل لاستيفاء حقه الذي يجحده

أنا شاب تركت دياري منذ ما يزيد عن أربع سنوات؛ وذلك لظروف أمنيَّة وتضييق أمنيٍّ في عملي وحياتي، متزوج وعندي ثلاثة أبناء، وحاولت العودة مرارًا ولكن أخاف من بطش الأمن في بلادي، تقدمت على طلب اللجوء في تلك البلد ولكنهم رفضوه وأعمل لأنفق على أهلي في مصر وأخي الذي تمَّ اعتقاله في مصر.
أعمل عند رجل لا يعطيني حقِّي ويمنعني من الصلاة، وأعمل ساعات لا يحاسبني عليها ويعطيني أقل ممن يعملون عنده، مع كوني أكثرهم عملًا واجتهادًا بشهادته. مرات كنت أسرق من ناتج البيع انتقامًا منه لسُوء معاملته لي وأكل عرقي وإهانته لي.
كلمته مرات في أن يُعطيني حقِّي في الساعات ومساواتي ببقيَّة من يعملون، فيوافقني في الكلام ثم لا يعطيني شيئًا. حدثت إصابة لي عنده في مكان العمل، ومكثت شهرًا في المستشفى ولا زلت أعاني من الإصابة، وما أعطاني مليمًا واحدًا. عدت للعمل ولكني أسرق منه لأَنِّي أظن أنه لا يعطيني حقِّي، مع العلم أني لو تركت العمل فصعبٌ جدًّا أن أجد عملًا آخر لأَنِّي بدون أوراق، فماذا أفعل؟
وبالنسبة لزوجتي أربع سنوات بعيدٌ عنها، ولا أعرف كيف أتصرف وكيف يمكن أن ألقاها، وخاصة أنهم اعتقلوا أخي منذ ٢٠١٣، مع كوني كنت على نفس المنهج الإسلامي. فهل يجوز لي أن أمارس العادة السرية معها عبر التليفون أو النت؟ لأن المدة طالت ولا سبيل في الوقت الحالي لألقاها. جزيت خيرًا ونسألكم الدعاء.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإنه وإن وجدت رخصةٌ في استيفاء الحقوق المنهوبة أو المغصوبة من خلال أخذها خفيةً من الغاصبين إذا أمنت العقوبة والفتنة، وكانت هذه حقوق ظاهرةً ومحددةً، ولا يخالف فيها منصِفٌ، فإنني يا ولدي لا أحب لك ذلك لعدم بلورة حقوقِك التي تقول أنك تسرق مقابلها؛ ولأن سيف القانون لا يعرف هذه القواعد، فإن وقعت تحت طائلته فإنه لا يرحم، فاصبر حتى يجعل الله لك فرجًا ومخرجًا.
وزوجتك حلٌّ لك تستمتع بها كما تشاء، لا يستثنى إلا الدبر والحيضة، فلا تطأها في دبرها، ولا أثناء حيضتها، ولكن هذه المماراسات عن بُعد قد تتعرض لتسجيل من قِبَل بعض قراصنة التقنية فتعرض نفسك وأهلك لما لا تحمد عواقبُه من الفضائح وهتكِ الأستار!
فمرة أخرى أُوصيك بالصبر والتعفُّف، والاستعانة على ذلك بالصوم، حتى يجعل الله لك فرجًا ومخرجًا، وأذكرك بقول الله تعالى: ﴿وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ﴾ [النور: 33]. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 10 ديسمبر, 2025
التصنيفات الموضوعية:   10 الوظائف والأعمال, 15 الحدود

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend