رجلٌ تعسَّر زواجه لشروطه الكثيرة فطلب من الطبيب المتخصصَ أن يحفظ نطفتَه قبل الزواج ربما يحتاجها في المستقبل، ثم تزوَّج ولم ينجب في السنتين الأُوليين من الزواج، ثم أُصيب بمرض استوجب استئصالَ الغُدَد التي تُفرز المنِيَّ، فأصبح غيرَ قادر على إفراز المنيِّ. فهل يحقُّ لزوجته أن تُلَقَّح بمنيِّ زوجها الذي خزَّنه قبل الزواج منها؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فأبدأ بالتنبيه على المخاطر التي تحتف بعملية الاحتفاظ بالنُّطَف واختلاف العلماء حول مشروعيتها ما بين مجيزٍ ومانعٍ؛ بناء على اختلافهم في مدى الاطمئنان لبقاء الحيوان المنوي أو البييضة الملقحة على حالها وتميزها، دون تعرضها لاختلاط أو عبث أو انتفاع الغير بها.
فإذا انتفت تلك المحاذير وزالت الريبةُ ووُجدت الحاجة- فلا مانع من تخصيب الزوجة بها.
وبناءً على ذلك فلا يظهر لي مانعٌ من استخدام هذه النُّطَف المختزنة، وقد صار حِلًّا لها، فهو صاحبُ الماء، وهي صاحبة البييضة وصاحبةُ الرحم التي ستَسْتَزْرِع فيها هذه اللقيحة، فلا حرج في ذلك فيما يظهر.
ولا يظهر لكون هذه النطفة مما اختُزن من الرجل قبلَ قيام الزوجية بينهما- أثَرٌ. والله تعالى أعلى وأعلم.