زنيت عِدَّة مرَّات وأُريد التَّوْبة النَّصُوح؛ لأنني نادم جدًّا، فماذا أفعل بالله عليك؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فمن ذا الذي يمنعك يا بني من التَّوْبة أو يحول بينك وبينها؟! لقد تمرَّغتَ يا بني في أوحال الخطيئة، وجئت أمرًا يجعل الولدانَ شيبًا، فـ«لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ»! وإذا زنى العبد نُزع منه الإيمان فكان كالظُّلَّة فوق رأسه، فهل تعرف يا بني ماذا يعنيه هذا الوعيد؟!
بادر إلى التَّوْبة الصَّادقة النَّصُوح، واهجر خلَّان السُّوء، وابكِ على خطيئتك، وأتبع السَّيِّئة الحسنةَ تمحها، وبادر إلى الزَّواج إن كنت عزبًا، فإنه أغضُّ للبصر وأحصن للفرج(1)، واستعن على ذلك كلِّه بدعاء الأسحار، والصَّلاة باللَّيل والنَّاس نيام. نسأل اللهَ أن يَرُدَّك إليه ردًّا جميلًا. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
______________
(1) ففي الحديث المتفق عليه؛ الذي أخرجه البخاري في كتاب «النكاح» باب «من لم يستطع الباءة فليصم» حديث (5066)، ومسلم في كتاب «النكاح» باب «استحباب النكاح لمن تاقت نفسه إليه» حديث (1400) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه بلفظ: ««يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ؛ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ»».