أنا امرأة يائسة، تعديت حدود الله، وأشعر أني ضائعة في هذه الدنيا، أنا امرأة متزوجة سافر زوجي وتركني أنا وأطفالي من أجل تأمين المال الكافي لبناء منزل، وكوني لا أزال صغيرة في السن رفضت فكرته منذ البداية، لكنه أجبرني على تقبلها.
وعند رحيله شعرت بحاجتي لرجل يجعلني أشعر كوني امرأة تحتاج أن تحب، وعدت بذلك لحب قديم وأحييت معه ما قتله زوجي بداخلي، كونه حملني مسئولية ثلاثة أطفال وظروفًا معيشية صعبة ولم يبال لحاجتي كامرأة.
المهم أنني وقعت في المعصية وزنيت مع هذا الرجل، وأصبحنا نحب بعضنا البعض أكثر، وأنا الآن أشعر أنني بعيدة عن رحمة الله رغم أنني لم أفكر يومًا أنه يمكن أن يحدث معي شيء كهذا.
أريد أن أعرف كيف يمكن أن أعاشر زوجي عندما يأتي بعدما حدث؟ وهل يمكنني ذلك؟ وهل تقبل توبتي أم أن حالتي ميئوس منها؟ وهل أنهي علاقتي بزوجي أم أواصل من أجل أطفالي؟ أقسم لو خيرت لاخترت أن أموت قبل أن يحدث ما حدث، تمنيت أن أكون أُمًّا صالحة لأولادي. أرجوكم أفيدوني إن استطعتم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن الزنى من كبائر الذنوب، فلا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، وإذا زنى العبد خرج منه الإيمان فكان كالظلة فوق رأسه، ويزداد فحشًا من المرأة المحصنة، ويزداد فحشًا كذلك عندما تستغل غيبة الزوج الذي ما غاب إلا لتوفير فرصة عيش أفضل لزوجته وأولاده وإن كنا لا نعفيه من التبعة!
طريقك إلى الخلاص التوقف الفوري عن هذه الفاحشة، والابتعاد التام عن هذا المجرم الخائن الذي تسميه حبيبًا، وأن تبكي على خطيئتك، وأن تغسلي بدموع توبتك آثار هذه الجريمة النكراء، وأن تكثري من عمل الصالحات وقد أقبل عليك رمضان لعلها أن تكون فرصة للتوبة والاستغفار، وأن تبحثي لك عن رفقة صالحة تعينك على ذلك، وأن تجتهدي في استقدام زوجك أو اللحاق به، ولكل حادث حديث في المستقبل عندما يأتيك جوابه. والله تعالى أعلى وأعلم.
التوبة من الزنى
تاريخ النشر : 30 يناير, 2012
التصنيفات الموضوعية: 15 الحدود