هل يجوز لي أن أحكي لوالدِ فتاةٍ لا يعلم بحال ابنته لأعلمه بأن أبنته تزني خوفًا عليها؟
لقد علمتُ أن فتاةً ما يزني معها شابٌّ، وإن كان الجماعُ الكامل لا يتمُّ، وهذا الشابُّ صوَّرها وسجَّل لها مقاطع فيديو في أوضاعٍ مُخِلَّة مثل رقص وجنس وهكذا، ويمتلك لها آلاف الصُّور ويهدِّدها، ويجعل أصدقاءه يفعلون ما يفعل هو معها. ولقد أوهمها بما يقال: الحب أو العشق، إلى أن أخذ ما أراد وعندما قيل له تزوَّجْها قال: «أنا لا أتدبَّس في هذه البنت بعد ما فعلتُه وفَعَلَه معها أصدقائي من زنًى».
ولقد رأيتُ لها هذه المشاهد المخلة بحكم أني كنت أنوي خطبتها، ولكن عصمني الله.
السؤال: لما يجمعني مع والدها من قرابة؛ هل يجوز أن أقص عليه ما عرفت، أم أبتعد وأترك أباها في جهله عن هذا الأمر؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن إنكارَ المنكر من واجبات الشريعة ومن مقتضيات الإيمان بالله ورسوله(1)، ومنع هذا الصائل على أعراض الناس مِن أوجب الواجبات، ولعلَّك تبدأ بتهديد هذه الفتاة، وأنها إذا لم تُقلع عن السَّير في هذا الطريق فسوف تُبلغ والدَها بذلك، فربما يشحذ هذا التهديد هِمَّتَها ويقوِّي عزيمتها ويحملها على الإقلاع.
فإن هي أَبَتْ فلا حرج من الاستعانة بأبيها في منع هذا المنكر، شريطةَ أن يكون معك من الأدلَّة الدامغة ما تدعم به موقفك، مع ملاحظة أن الزِّنى بمفهومه الشرعيِّ هو الجماعُ المحرَّم، ومُقدِّمات الزِّنى في الاصطلاح الشرعيِّ ليست هي الزِّنى المُوجِب للحدِّ. فيُرجى التدقيقُ في استخدام الألفاظ حتى لا تقع تحت طائلة حدِّ القذف شرعًا، فإن هذه الرسالة التي أرسلت بها إلي ربما تعرضك لشيءٍ من ذلك، فدقِّق في عباراتك، ولتكن لك في عملك هذا نيةٌ صالحة، واستَخِرِ اللهَ في كلِّ خطوةٍ تخطوها.
ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد. والله تعالى أعلى وأعلم.
______________
(1) قال تعالى: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة: 71].