فضيلة الشيخ، وردني هذا السؤال من أحد الشباب العاملين في إحدى محطات البنزين في أمريكا، يملكها شخص أمريكي غير مسلم, استأمن الرجل الأمريكي الأخ المسلم على إدارة المحطة بالكامل، ومن ضمن الأشياء التي يبيعها في المحطة بوكيهات الورد, وبعض الزبائن من الجنسية الآسيوية يطلبون لونا معينًا من الورد، ولا يشترون غيره، وبسؤال أكثر من شخص تبين لهذا الأخ أنهم يضعونه في معبد بوذي قريب, فتحرَّجَ الأخ من إخبار صاحب المحطة؛ لعلمه أنه سيطلب خصيصًا هذا النوع لبيعه للآسيويين؛ لوضعه في المعبد، والأخ لا يريد أن يتحمل إثمًا حتى لو كان فيه منفعة مادية، الأخ يسأل الآن، هل لو كتم هذا عن صاحب المحطة يكون خائنًا للأمانة أم أنه عنده سبب وجيه لكتم هذا عن صاحب المحطة؟ جزاكم الله خير الجزاء شيخنا الكريم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فلا أراه خائنًا للأمانة بهذا التصرف، بل هو محافظ على دينِه، وناصح لصاحب العمل بتقليله لمفسدة الكسب الحرام في هذه المحطة.
هب أن هؤلاء القوم كانوا يقدمون صلبانًا لمعبدهم، أو كانوا في طقوسهم يتعاطون نوعًا من الخمور، أكان المسلم سيشتريها التماسًا للمزيد من الربح لصاحب المحطة، وحتى لا يكون خائنًا للأمانة؟!
إنَّ لحفظ الأمانة تجلياتٍ أُخرى هي أنفع لصاحب المحطة، وأرضى للرب من الولوج في هذه الأبواب، فليجتهد في هذه المجالات المشروعة، ونسأل الله له التوفيق. والله تعالى أعلى وأعلم.