وجدتُ مبلغًا من المال في مكة حوالي 54 ريالًا، وأخذته وسافرتُ إلى بلدي وحصل نفس الشيء عندما كنت في المدينة. فماذا أفعل؟ وما الكَفَّارة؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن لقطةَ مكة لا تحلُّ إلا لِـمُنشِدٍ(1)، وقد نظَّمَتِ السُّلُطاتُ السعودية أمرَ المفقودات في مكة، وعيَّنَتْ أماكنَ تُسلَّم فيها اللُّقَطةُ ثم يأتي النَّاس إلى هذه الأماكن للسؤال عنها واستردادها.
ويُفرَّق بين اللُّقَطة التي تَتْبَعُها نفسُ مَن فَقَدها وبين المُحقَّرات التي لا تتبعها النفسُ ولا يتعقَّبها أصحابُها لاستردادها أو السُّؤال عنها.
فأرى أن تُوكِّل من يُسلِّم هذه المبالغ إلى هذه الجهات؛ خروجًا من خلافِ هل هذا المبلغ يُعَدُّ من اللُّقَطة أم من المُحقَّرات، وبهذا تبرأ ذمَّتُك إن شاء الله. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
______________
(1) فقد أخرج البخاري في كتاب «المغازي» باب «وقال الليث: حدثني يونس عن ابن شهاب، أخبرني عبد الله بن ثعلبة بن صعير، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد مسح وجهَه عام الفتح» حديث (4313) مرسلًا عن مجاهد :: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام يوم الفتح فقال: «إِنَّ الله حَرَّمَ مَكَّةَ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ، فَهِيَ حَرَامٌ بِحَرَامِ الله إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، لَـمْ تَـحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي وَلَا تَـحِلُّ لِأَحَدٍ بَعْدِي، وَلَمْ تَـحْلِلْ لِي قَطُّ إِلَّا سَاعَةً مِنَ الدَّهْرِ؛ لَا يُنَفَّرُ صَيْدُهَا، وَلَا يُعْضَدُ شَوْكُهَا، وَلَا يُخْتَلَى خَلَاهَا، وَلَا تَـحِلُّ لُقَطَتُهَا إِلَّا لِـمُنْشِدٍ».