زادكم الله علمًا وورعًا ونفع بكم المسلمين، انتشر في مصر أخيرًا حرفة يدوية تقوم على عمل رسوم فرعونية وتماثيل لرأس الفرعون تُصنع من الصلصال، ثم يتم زخرفة هذه التماثيل وبيعها. هل يجوز لي تعلم هذه الحرفة ومزاولتها والتكسب منها؟ وجزاكم الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
أرجو أن يبدلك الله خيرًا منها، فقد وردت النصوص الصحيحة في النهي عن التصوير ولعن المصورين، نذكر منها ما رواه البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر ب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ الَّذِينَ يَصْنَعُونَ هَذِهِ الصُّوَرَ يُعَذَّبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يُقَالُ لَـهُمْ: أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ».
وقد ذهب بعض أهل العلم إلى تقييد الحرمة بما كان كاملًا من هذه التماثيل، والاحتياط والحزم ترك ذلك كله، وقضيتك هنا فضلًا عن حرمة التصوير في ذاته فإن لها خصوصية تقتضي المزيد من النهي والتحوط، وهو كون هذه الصور أو التماثيل رسومًا فرعونية، والفرعونية لم تذكر في كتاب الله عز وجل إلا بما يدل على اللعن والذم، والنصوص في ذلك كثيرة، وحسبك قول الله عز وجل: إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ ۖ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ ﴿97﴾يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ ۖ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ ﴿98﴾ وَأُتْبِعُوا فِي هَٰذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ [هود: 97- 99].
والله تعالى أعلى وأعلم.
عمل رسوم فرعونية وتماثيل لرأس الفرعون وبيعها
تاريخ النشر : 30 يناير, 2012
التصنيفات الموضوعية: 01 البيع