حفظكم الله ذخرًا لهذه الأمة، وفتح عليكم ونوَّر بصائركم، وبارك في حياتكم وأحسن خاتمتكم.
هناك موقع اسمه «جروبون groupon.com» وفكرة هذا الموقع أنه يُعطي لأصحاب المحالِّ التجارية تقديمَ عروض أسعار وتخفيضات لروَّاد الموقع؛ أي كوبونات.
وحقيقةً كانت الفكرة لدي من زمن ولكني ترددت، وكان سبب ترددي أن كثيرًا من المحلات والشركات لديها سلع محرمة شرعًا، كالمطاعم التي تبيع لحم الخنزير، أو الخمر، ومن كانت سِلَعُه حلالًا يستخدم صور النساء بهيئات مختلفة لترويج بضاعتهم أو خدماتهم.
ومن الصعب- بل لعله من المستحيل- التوفيقُ بين فكرة الموقع والمتطلبات الشرعية؛ لأنه إذا سلم من الحرام لم يسلم من الصورة.
وفكرتي أن كلَّ صاحب محلٍّ أو سلعة يعرض سلعته بالطريقة التي يشاء، وعليَّ تقديم وترويج الموقع ككُلٍّ، فأنت قد تختار أن تبحث عن كوبون لمطعم، وآخر يريد عروضًا على الفنادق، وهكذا هلم جرا.
أنا دوري سيكون ترويج الموقع على أنه موقع كوبونات وعروض بدون تحديد الحلال والحرام، هذا يفيد المستخدم عن ماذا يبحث.
وفكرة موقعي أنها تُسهِّل لصاحب المحل الشروطَ المعقدة التي يفرضها جروبون.
فهل من أنا آثم في هذا الذي هو حرام ويعرض سلعته؟ وهل أنا آثم فيمن يصور النساء لترويجها في موقعي؟
لقد ضاقت عليَّ الدنيا وتكاثرت عليَّ الديون حتى ما بقي لي صاحب، وانسدت أبواب الرزق الحلال، ووالله لو فتحتها حرامًا ولكنها قانونية لغمرتها بإذن الله ملايين. ووالله إنها كلما ضاقت فتحت لي أبوابَ حرام متسعة، إلا أن نفسي تأبى، فتزداد ضيقًا، فتفتح أبواب أخرى وهكذا. أفيدوني جزاكم الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فهل فكرت في أن يقتصر موقعك على تقديم المنتجات الإسلامية أو العربية مثلًا، وترويجها؟! كأن تقولُ: إسلاميك جروب. مثلًا.
إنَّ أسلمة هذه المشروعات وإن ضيَّقت على القائمين عليها في البداية، فإنها تجلب البركةَ وسعةَ الرزق في النهاية، وأنا أذكر أن من الحلاقين من رفض أن يحلق اللحية في صالونه، ثم كان صالونه من أروج الصالونات وأكثرها ربحًا.
فكر في هذا المنحى فلعلك تجد فيه ضالتك. فإن لم يتيسَّر لك ذلك، وتعذر البديل، وكنت في حالة استثنائية فيمكنك التعامل مع هذا الموقع تعاملًا مؤقتًا إلى حين، على أن تنشد البديلَ في أقرب فرصة؛ لأن هذا العمل لا يخلو من المشتبهات في أحسن أحواله، لعموم البلوى بالمحرمات في هذه البلاد.
وأعلم أن مثلك ظلَّ قابضًا على دينه طوال عمره، وفي أيام فتوته وشبابه، فواصِل القبض على دينك، وسيجعل الله لك فرجًا ومخرجًا. والله تعالى أعلى وأعلم.