أريد أن أسأل عن مشروعية تحميل وقراءة الكتب المعروضة في الإنترنت للقراءة والتحميل مجانًا بقصد الاستفادة منها وتطبيق ما يُمكن تطبيقه في الحياة اليومية باستعمال ما نُشر في هذه الكتب.
ولا يخفى عليكم أن نسخ الكتب وحقوق الطبع والنشر هي رهينة بموافقة أصحابها لها، وأنا أسأل: هل إذا اشترى شخصٌ نسخةً أصلية من كتاب ما وأهداه لأحدٍ لكي يقرأه، هل يُمكن لهذا الشخص أن ينسخ الكتاب لا لغرض بيعه ولكن فقط للاستفادة منه وتطبيق ما جاء فيه في الحياة اليومية؟
وإن كان هذا الكتاب يعلمك كيف تكسب مالًا بعملٍ ما، هل الكسب من هذا العمل حلال أم حرام؟ خصوصًا إذا كان الكتاب معروضًا مجانًا للتحميل والقراءة؟
وأريد أيضًا أن أسأل: هل يحل لي أنسخ الكتب التي أحصل عليها من المكتبة الشعبية، وهي مكتبة تقرضك الكتب مجانًا بقصد قراءتها وإرجاعها للمكتبة في أجل محدد، علمًا بأن المكتبة الشعبية تسمح بنسخ الكتب التي تقترضها منها؟ وجزاكم اللهُ خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن الأصلَ فيما يُنشر في الإنترنت ولا يشترط ناشره أن حقوق الطبع والنسخ محفوظة، أنه متاح لاستفادة الجميع، وأنه لا حرج في نسخه للانتفاع الشخصي، ما دام معروضًا للتحميل والقراءة مجانًا.
وإذا اشتريت نسخةً من كتابٍ فقد ملكت حقَّ الانتفاع به، ولك أن تهدي هذا الحقَّ إلى مَن تشاء، على أن يكون ذلك قاصرًا على الانتفاع الشخصيِّ ولا يمتد ليشمل الاستثمار.
وقل مثل ذلك في مطبوعات المكتبة الشعبية التي تسمَحُ بنسخ الكتب التي تستعيرها منها، وفي هذا المثال الأخير لا يرد السؤل ابتداء؛ لأن الجهة المالكة قد أذنت بالنسخ؛ فلا وجه للسؤال. زادك الله حرصًا وتوفيقًا. والله تعالى أعلى وأعلم.