لدي شركة تعمل في مجال الأثاث المكتبي، وعندي عميل يعمل في العديد من المجالات أقوم بعمل الفرش لمجموعة شركاته، وأنا الشَّركة الوحيدة التي يتعامل معها الآن، هذا العميل لديه مصنع جديد للسجائر وطلب مني عمل الفرش اللازم للمكان، فهل هذا جائز أم لا؟ وإذا كان هذا غير جائزٍ فهل يجوز لي أن أقوم بفرش هذا المصنع على أن أتصدَّق بكامل الرِّبْح وأكثر إلى أي مستشفى أو مؤسسة خيرية؟ فأنا في الحقيقة أخشى أن أعتذر عن هذه العمليَّة فيأتون بشركةٍ أخرى تأخذ مكاني لديهم.
وفَّقني الله وإيَّاكم لما يُحِبُّه ويرضاه.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فقد تمهَّد في معالم الشَّريعة النَّهْي عن الإعانة على الإثم والعدوان؛ لقوله تعالى: ﴿وتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ [المائدة: 2]، ومن فروعِ ذلك النَّهْيُ عن بيع العنب لمن يعصره خمرًا، وبيع الخشب لمن يصنعه صليبًا، وبيع النُّحاس لمن يتَّخذه ناقوسًا، وبيع السلاح لمن يقتل به معصومًا ونحو ذلك.
ونرى أن تصبر على أمر الله ﴿وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ ﴾ [التوبة: 28]، ونرجو أن تزدادَ ثقةُ هذا الرَّجُل فيكم من خلال هذا الموقف؛ لأن صاحب المبادئ لا يخون ولا يغش ولا يغدر؛ فقد يحمله ذلك على مزيد من التمسُّك بالتَّعامل معكم في المستقبل بإذن الله، زادك الله تحرِّيًا للحقِّ واتِّباعا له وثباتًا عليه. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.