عندي موقع إلكتروني على شبكة الإنترنت، ومصدر رزقي الرئيسي هو بيع مساحات إعلانية على موقعي للشركات التي ترغب في الدعاية عن طريق الإنترنت.
وأنا أتجنَّب بيعَ مساحاتٍ إعلانية لأية حملة إعلانية مخالفة للشرع، مثلًا بيع مساحات إعلانية لبنوك ربوية.
وهناك شركة ترغب في حجز مساحة إعلانية مني؛ وذلك لغرض الإعلان عن سيارات للبيع بالتقسيط عن طريق المصرف، وذلك بطريقة المرابحة الإسلامية، والشركة التي ترغب في حجز مساحة إعلانية تدَّعي أن برنامج بيع السيارات بالتقسيط الذي ترغب في الإعلان عنه مطابقٌ لتعاليم الشريعة الإسلامية.
وسؤالي هو: هل أنا مسئول ومُكلَّف بالتحرِّي عن مصداقية ادِّعاء هذه الشركة؟ وهل ينبغي عليَّ أن أتطرَّق إلى تفاصيل الطريقة التي تتمُّ بها عملية البيع لهذه الشركة وعرضها على أحد العلماء؛ وذلك للتأكُّد من مطابقتها للشريعة الإسلامية؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن الأصلَ في المسلم البراءة من التُّهم، والأصل أن يُحمل حالُه على الصدق والسلامة إلى أن يثبت خلاف ذلك، اللهم إلا وُجد مُسوِّغ للخروج عن هذا الأصل، فإذا جاءتك شركةٌ تقول إنها تبيع سلعها مرابحةً من خلال أحد المصارف الإسلامية، وتبيَّن لك صِدْق هذه الدعوى في الجملة، فإن هيئة الرقابة الشرعية التي تراقب أعمال المصرف هي المسئولة عن مراقبة معاملات هذه الشركة مع المصرف والتأكد من سلامتها.
فيكيفك هذا القدر المجمل، وإن تشوَّفتَ إلى مزيدٍ من براءة الذمة فإن أبواب الورع مفتوحة على مصراعيها لمن شاء. والله تعالى أعلى وأعلم.