هل يجوز بيع ملابس الأطفال عبر الإنترنت؟ علمًا بأنه في بعض ملابس الأطفال شيء من التبرج، كالملابس التي يلبسها أطفالُ غيرِ المسلمين. جزاكم الله خيرًا كثيرا
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فما دام الطفل لم يبلغ حد التمييز فلا حرج فيما ذكرت؛ لأنه ليست له عورة معتبرة في الأظهر، وإن كان يَحسُن تعويد أطفالنا في وقتٍ مبكر على الحشمة والفضيلة، هذا ولم يرد فيما نعلم في حدود عورة الصغير والصغيرة أدلة صريحة من الكتاب أو السنة، ولكن قد يُستأنس بقوله تعالى: ﴿أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ﴾ [النور: 31]، وحديث: «مُرُوا أوْلادَكُمْ بِالصَّلاةِ وَهُمْ أبْنَاءُ سَبْعِ سِنينَ…»(1).
وعلى هذا فلعل الأقرب إلى الصواب في هذا ما قال به الحنابلة في حد عورة الطفل(2)، وهو أن الصغير الذي عمره أقل من سبع سنين ليست له عورة معتبرة له، ومن زاد عمره عن السبع حتى عشر سنين إن كان ذكرًا فعورته العورة المغلظة: القبل والدبر، وإن كان أنثى فعورتها في الصلاة ومع محارمها ما بين السرة والركبة. والله تعالى أعلى وأعلم.
____________________
(1) أخرجه أحمد في «مسنده» (2/ 187) حديث (6756)، وأبو داود في كتاب «الصلاة» باب «متى يؤمر الغلام بالصلاة» حديث (495) من حديث عبد الله بن عمرو ب. وحسنه الألباني في «مشكاة المصابيح» حديث (572).
(2) جاء في «كشاف القناع» (5/14): «(ولا يحرم النظر إلى عورة الطفل والطفلة قبل السبع ولا لمسها نصا ولا يجب سترها ) أي عورة الطفل والطفلة ( مع أمن الشهوة ) لأن إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم غسله النساء ( ولا يجب الاستتار منه ) أي من دون سبع ( في شيء ) من الأمور».