ما حكم من يتبرَّع بالأعضاء من أجل الحصول على المال؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن أجزاء الآدمي محترمة لا يجوز بحال أن تكونَ موضعًا لبيع وشراء، فلقد كرَّم الله الإنسان؛ فقال تعالى:﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ﴾ [الإسراء: 70].
فلا يجوز أن يصبح الإنسان سلعةً تُباع وتشترى، وما يجري في بعض الأوساط من استغلال فقر النَّاس لشراء كُلَاهم وأعضائهم لا يمتُّ إلى الشَّريعة بصلة، اللَّهُمَّ إلا ما كان من ذلك على سبيل المكافأة أو الهدية، وقد جاء في قرار المجمع الفقهي ما يلي:
وينبغي ملاحظة: أن الاتفاق على جواز نقل العضو في الحالات التي تم بيانها مشروط بألا يتم ذلك بواسطة بيع العضو؛ إذ لا يجوز إخضاع أعضاء الإنسان للبيع بحال ما. أما بذل المال من المستفيد ابتغاء الحصول على العضو المطلوب عند الضَّرورة أو مكافأة وتكريمًا فمحل اجتهاد ونظر.
وإنما أجاز أهل العلم التبرع بها إذا غلب على الظن انتفاع المُتبرَّع إليه وعدم تضرر المُتبرِّع. ونسألُ اللهَ أن يشفي مرضى المسلمين، وأن يغني فقراءهم. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.